المقدمة النظمية - القصيدة الحصرية

المقدمة النظمية

إذا قلت أبياتا حسانا من الشعر
فلا قلتها في وصف وصل ولا هجر

ولا مدح سلطان ولا ذم مسلم
ولا وصف خل بالوفاء أو الغدر

ولكنني في ذم نفسي أقولها
كما فرطت فيما تقدم من عمري

ولابد من نظمي قوافي تحتوي
فوائد تغني القارئين عن المقري(1)

رأيت الورى في درس علم تزهدوا
فقلت: لعل النظم أحظى من النثر

ولم أرهم يدرون ورشا قراءة
فكيف لهم أن يقرأوا لأبي عمرو

فألزمت نفسي أن أقول قصيدة
أبث بها علمي وأجري إلى الأجر

فيا رب عذر للبخيل بماله
وما للبخيل بالمسائل من عذر(2)

فجئت بها فهرية حصرية
على كل خاقانية قبلها تزري

على مائتي بيت تنيف تسعة
وقد نظمت نظم الجمان على النحر

وما أعطيت بين القصائد حقها
ولو كتبت بالمسك عظما عن الحبر(3)

تنوب عن الكتب الضخام لقارئ
وتسهل حفظا للمقيمين والسفر

وفيها من الذكر المطهر جملة
فلا تقرها إلا وأنت على طهر

وأحسن كلام العرب أن كنت مقرئا(4)
وإلا فتخطي حين تقرأ أو تقري

لقد يدعي علم القراءة معشر
وباعهم في النحو أقصر من شبر

فإن قيل ما إعراب هذا ووزنه؟
رأيت طويل الباع يقصر عن فتر

ثلاث لغات(5) في "الصراط" ولم يكن
ليحسنها من لم يقسه على سقر

أعلم في شعري قراءة نافع
رواية ورش ثم قالون في الاثر

وأذكر أشياخي الذين قرأتها
عليهم فأبدا بالإمام أبي بكر

قرأت عليه السبع تسعين ختمة
بدأت ابن عشر ثم أتممت في عشر

ولم يكفني حتى قرأت على أبي
علي بن حمدون جلولينا الحبر

وعبد العزيز المقرئ بن محمد
أثير(6) ابن سفيان وتلميذه البكري

أئمة مصر كنت أقرأ مدة
عليهم، ولكني اقتصرت على القصري

فأجلسني في جامع القيروان عن
شهادته لي بالتقدم في عصري

وكم لي من شيخ جليل وإنما
ذكرت دراريا تضيء لمن يسري

خذوا عن فمي علم الكتاب بقوة
ولا تصلوني عن أيادي بالشكر

ولكن بإخلاص الدعاء فربما
جبرت بكم اني فقير إلى الجبر


1- سقط هذا البيت في نسخة آسفي.
2 - في نسخة آسفي "وما لبخيل".
3- في آسفي: "على الحبر".
4- في آسفي "قارئا".
5- بالسين في جميع النسخ، والمراد اللغات الثلاث التي في "الصقر" بالسين والصاد واشمام الصاد صوت الزاي.
6- في نسخة ابن الطفيل "أثين" وكذا في نسخة شيخي وفي غيرها "أثير".

إرسال تعليق

0 تعليقات