قصيدة سلة ليمون لـ أحمد عبد المعطي حجازي

سلّة ليمون!
تحت شعاع الشمس المسنون
والولد ينادي بالصوت المحزون:
"عشرون بقرش"
"بالقرش الواحد عشرون!"

***
سلّة ليمون، غادرت القرية في الفجر
كانت حتّى هذا الوقت الملعون،
خضراء، منداة بالطلّ
سابحة في أمواج الظلّ
كانت في غفوتها الخضراء عروس الطير
أوّاه!
من روّعها؟
أيّ يد جاعت، قطفتها هذا الفجر!
حملتها في غبش الإصباح
لشوارع مختنقات، مزدحمات،
أقدام لا تتوقّف، سيّارات؟
تمشي بحريق البنزين!
مسكين!
لا أحد يشمّك يا ليمون!
والشمس تجفف طلّك يا ليمون!
والولد الأسمر يجري، لا يلحق بالسيّارات
عشرون بقرش
" بالقرش الواحد عشرون! "

***
سلّة ليمون!
تحت شعاع الشمس المسنون
و قعت فيها عيني،
فتذكّرت القرية!

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. أ. محمود شريف4 أغسطس 2022 في 2:33 ص

    شرح قصيدة سلة ليمون

    النص مقتطف من الطبعة الثانية من دیوان أحمد عبد المعطي حجازي الذي يحمل عنوان "مدينة بلا قلب" والصادر عن دار الكتاب العربي، بالقاهرة سنة 1968، ص 116.

    عدد أبيات القصيدة: 15 بيتا شعريا.

    والقصيدة عبارة عن قصيدة شعرية حرة ذات روي متنوع، وذات بعد سكاني.

    روي القصيدة: أحرف النون والراء واللام والتاء وكلها ساكنة.

    الصورة: تعبر عن معاناة ولد يحمل سلة ليمون على ظهره وهو يتجول بها في شوارع المدينة، ولا أحد من المارة يهتم لأمره.

    يستهل الشاعر قصيدته بوصف الولد الأسمر وهو يحاول بيع سلة الليمون، ثم يسترجع بعض الأحداث قبل ذلك حيث كانت حبات الليمون طرية طازجة في القرية قبل ان تقطفها اليد الجائعة وتنقلها لشوارع المدينة الملوثة والمزدحمة حيث فقدت طراوتها وجمالها، مشيرا إلى أن منظر سلة الليمون قد بعث في نفسه الحنين إلى القرية. ويبدو أن الشاعر يسعى إلى التنبيه إلى الأضرار البيئية التي أصبحت تسببها المدينة بسبب ما تنتجه من غازات ملوِّثة.

    ويبدو أن الشاعر قد استخدام عبارات تنتمي لحق الطبيعة ليرمز إلى القرية في حين استخدم حقل التلوث والازدحام للإشارة إلى المدينة.

    ردحذف