مَتى يَشتَكي المُشتاقُ مِمَّن يُحِبُّهُ
وَهَل تَنفَعُ الشَكوى إِلى غَيرِ راحِمِ
مَنِيَّتُهُ أَولى بِهِ مِن حَياتِهِ
إِذا كانَ شَكوى الحبِّ ضَربَة لازِمِ
مُنِعتُ وُرودَ الماءِ وَالنار في الحَشا
فَحَتّامَ أَصدى مُفطرًا مِثلَ صائِمِ
مِياهُ الغَوادي وَالجَداوِلُ جَمَّةٌ
وَأَرغَبُ عَنها بِالدُموعِ السَواجِمِ
مَواردُكُم أَشهى إِلى الحائِمِ الصَدي
وَلَو أَنَّها شيبَت بِسمِّ الأَراقِمِ
مننتُم عَلَينا مَرَّةً بِوِصالِكُم
وَسالَمتُمُ وَالدَهرُ غَيرُ مُسالِمِ
مَحَوتُم كِتابًا لِلعِتابِ خَطَطتُهُ
وَمُدَّ لِمَبنِيِّ الرِضا كَفُّ هادِمِ
مَعالِمُ أَحيا الحبّ فيها قتيلَهُ
وَأَنصف مِن تِلكَ العُيونِ الظِوالِمِ
مَلَكنَ فَلَمّا جُرنَ كانَ انتِصافُنا
بِتِلكَ الثَنايا وَالخُدودِ النَواعِمِ
مَلامًا لِأَيّامٍ مَضَينَ عَلى النَوى
وَمَعذِرَةً لي في الصِبا المُتَقادِمِ
0 تعليقات