باب الراءات - القصيدة الحصرية

باب الراءات

وفي الراء أصل بعد ذلك غامض
تدق معانيه عن الكهل والغر

فقل أصلها تفخيمها غير أنها
يرققها ورش مع الياء والكسر

إذا كسرت أو أمها قبلها أتت
قرأت بترقيق وأنت على البر

وإن حال بين الراء والكسر ساكن
وليس بمستعل فرقق بلا فتر

كذكر وبكر غير(1) كبر فإنهم
حكوا علة في مخرج الباء من كبر

وعشرون أيضا فخموه لعلة
فسلني أجب واخطب عروسا بلا مهر

وذا حكمها مفتوحة غير احرف
أدل عليها أو أنص ولا أكري

إذا لقيت مستعليا أو تكررت
ففخم كذاك الأمر فيها بلا عسر

وفي "حصرت" حًلْف لدى الوصل بينهم
وفي "إرم" التفخيم في نص والفجر

وحكمك في "حيران" تفخيمها وفي
"عشيرتكم" في قصة الغزو والنفر(2)

وإن حرف إطباق تقدم ساكنا
ومن قبله كسر ففخم مدى الدهر(3)

وإن كان من "زد سوف تذنب ثم(4)
والذي قبله(5) من أحرف الحلق في كسر

أو الكاف فالتفخيم عندي حكمها
فكن يقظا أذكى ذكاء من الجمر

وفخم أيضا وزر أخرى لعلة
و"ذكرك" أن الآي في نسق تجري

ورقق إسرافا "وإسرافنا" معا
وفي راء "إجرامي" خلاف فخذ وفري

وإن وقع التنوين في الراء فخمت
كذكرا فزد علما لعلك أن تثري

ولكن "صهرا" رققوه لهائه
ولولا اختصار القول عللت ما ادري

ومهما تقع بالكسر أو تك أولا
فلا خلف فيها بين زيد ولا عمرو

وإن لم تكن ياء ولا الكسر قبلها
ففخم سوى ما قبل قولك "كالقصر"(6)

وإن سكنت والياء بعد كمريم
فرقق، وخطئ من يفخم بالقهر

ومن ذكر التفخيم في مثل "شرعة"
فجاهده، إن الشر يدفع بالشر

وإن لقيت مستعليا نحو "فرقة"
ففخم ورقق راء "فرق" بلا زجر

ولا تقر راء "المرء" إلا رقيقة
لدى سورة الأنفال أو قصة السحر(7)

وما لم أصفه بعد فهو مفخم
تأمل فقد سهلت من أصلها الوعر

وما أنت بالترقيق واصله فقف
عليه به لا حكم للطاء في "القطر"(8)

ووفقك بالاشمام والروم عندنا
كوصلك، هذا قول من ليس بالغمر(9)


1- في نسخة الرسموكي "ثم كبر" ولا يصح، لأن عامة القيروانيين ابن سفيان وغيره استثنوه لورش.
2- أي في سورة الأنفال.
3- زاد في نسخة الشيخ الرسموكي البيت التالي:

كمصر واصرهم وفطرت مثلهم
على مذهب الجمهور يا طالب الوفر

ورأيته بها في نسخ شيخنا هنا بلفظ:

كمصر واصرهم واصرا ومع اصري
فكن فطنا للنص واصحب ذوي النشر

ولا يخفى أن كل ذلك من الإضافات لظهور الركاكة في نظم الأول في قوله "مثلهم" بدل "مثلها" وأما الثاني فقد أدخل في الأمثلة "إصري" وهي مكسورة الراء، ولا مكان للراء المكسورة في التفخيم عند أحد.
4- تقدم ذكر هذا الرمز عند ابن الفحام الصقلي نقلا عن كتابه "التجريد".
5- سقط لفظ "ثم" في سائر النسخ إلا في واحدة، ولفظ البيت فيها:

وإن كان من زد سوف تذنب والذي
أتى قبله من أحرف الحلق في كسر

والصحيح ما أثبته وهو الموافق لما في التجريد.
6- يعني "بشرر كالقصر" في سورة المرسلات.
7- يعني قصة هاروت وماروت في سورة البقرة.
8- هذا لفظ البيت في جميع النسخ التي اعتمدتها، وفي الفجر الساطع وغيره:

وما أنت بالترقيق واصله فقف
عليه به، إذ لست فيه بمضطر

وقد شرح مراد الحصري بهذا اللفظ على هذه الرواية، ثم ذكر الرواية التي أثبتناها وقال: "كذا لفظ البيت عند ابن آجروم وعند الجعبري كما تقدم". يعني أن رواية ابن آجروم في شرحه للشاطبية فيه:

عليه به لا حكم للطاء في القطر

9- هذا آخر بيت في باب الراءات في سائر النسخ، إلا في نسخة الرسموكي فتزيد بقوله:

وقف في مكان النصب أيضا مفخما
وقف مضجعا في موضع الرفع والجر.

إرسال تعليق

0 تعليقات