النخل لـ عايد الشريفي

النَّخْلُ أَعْذَاقُهَا فِيْ نُضْجِ طَلْعَتِهِ
بِوَادِرَ الرُّطَبِ حَفَّتْ بِبُسْرَتِهِ

مُكْتَظَّةٌ نُضُدٌ أَرْخَتْ مَحَامِلَهَا
فِي ظِلِّ فَرْعٍ لَهَا يَسْمُو بِرِفْعَتِهِ

تَبْدُو لِنَاظِرِهَا كَطَوْقِ غَانِيَةٍ
نَفَائِسُ الزِّبْرِجِ صِيغَتْ بِحِلْيَتِهِ

كَأَنَّ أَفْرُعَهَا تَاجٌ يُزَيِّنُهَا
وَكُلَّمَا عُمِّرَتْ يَعْلُوا بِرُتْبَتِهِ

رَمْزُ الشُّمُوخِ وَفِي أَوْصَافِهَا حُسْنٌ
تَكَامُلَ الْحُسْنُ فِي جَمَالِ خِلْقَتِهِ

تَحَمَّلْتْ لَاهِبَ الصَّيْفِ وَعَاصِفَهُ
فِي يَوْمِ هَاجِرَةٍ كَنَّتْ بِتُرْبَتِهِ

فِي لَيْلَةٍ بَازِغٌ يَمِينِ مَشْرِقِهَا
طَوَالِعُ الْكَوْثَلِ يَزْهُو بِنَجْمَتِهِ

أَنْهَتْ بِمَطْلَعِهَا مَا كَانَ مِنْ قَيْظٍ
عَانَتْ مَوَاطِنُهَا مِنْ حَرِّ لَفْحَتِهِ

جَادَتْ بِحَائِلِ وَالْجَوْفِ مَزَارِعُهَا
بِالْوَافِرِ الْمُثْمِرِ مِنْ صَنْفِ حُلْوَتِهِ

وَسَامِقٌ نَخْلُهُ الْأَحْسَاء مَنْبَتُهُ
خُلَاصَةً صَنْفُهَا تَنْمُو بِوَاحَتِهِ

وَعَجْوَةٌ تَفْخَرُ أَرْضُ الْحِجَازِ بِهِا
كَالْقُمْعِ فِي جِذْعِهَا جَرِيدُ نَخْلَتِهِ

التَّمْرُ مَحْصُولُهَا جَادَتْ بِهِ النُّزْلُ
لِطِيبِ مَاْكَلِهِ وَلِينِ مُضْغَتِهِ

تَمْرُ النَّخِيلِ إِذَا شَهْرُ الصِّيامِ أَتَى
كَانَ الْإِفْطَارُ بِهِ نَهْجًا بِسُنَّتِهِ

حَلْوَى وَزَادُ طَعَامٍ يُسْتَطَبُّ بِهِ
قَدْ أَوْدَعَ اللَّهُ فِيهِ سِرَّ قُدْرَتِهِ

يَانَخْلَةً شَهِدَتْ لِلَّهِ مُعْجِزَةً
يَوْمَ الْمَسِيحِ بَدَتْ أَوْلَى بِشَارَتِهِ

كَانَ الْمَخَاضُ بِهِ مِنْ حَمْلِ طَاهِرَةٍ
وَالْجِذْعُ أَوْكَأَهَا عَلَى وِلَادَتِهِ

تَبَارَكْتْ نَخْلَةٌ أَكْنَافُهَا حَضَنَتْ
بُشْرَى نَبِيٍ بَدَا فِيهَا بِدَعْوَتِهُ

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. النَّخْلُ أَعْذَاقُهَا فِيْ نُضْجِ طَلْعَتِهِ
    قَدْ أَدرَكَتْ رُطَبًا حَافَاتُ بُسْرَتِهِ

    مُكْتَظَّةٌ نُضُدٌ أَرْخَتْ مَحَامِلَهَا
    فِي ظِلِّ فَرْعٍ لَهَا يَسْمُو بِرِفْعَتِهِ

    تَبْدُو لِنَاظِرِهَا كَطَوْقِ غَانِيَةٍ
    نَفِيسُ زِبْرِجِهِ فِي سَبْكِ حِلْيَتِهِ

    كَأَنَّ أَفْرُعَهَا تَاجٌ يُزَيِّنُهَا
    وَكُلَّمَا عُمِّرَتْ يَعْلُو بِرُتْبَتِهِ

    رَمْزُ الشُّمُوخِ لَهَا سَمْتٌ بِقَامَتِهَا
    تَكَامَلَ الْحُسْنُ فِي جَمَالِ خِلْقَتِهِ

    تَحَمَّلَتْ لَاهِبَ الْجَوْزَاءَ عَاصِفَهُ
    فِي يَوْمِ هَاجِرَةٍ كَنَّتْ بِتُرْبَتِهِ

    يَوْمٌ بِهِ الشَّمْسُ لَاظَتْ اِصْطَلَتْ وَهَجًا
    سَمُومُهُ جَاحِمٌ فِي أَوْجِ ذُرْوَتِهِ

    حَتَّى لِيَومٍ بِهِ الشَّمْسُ مُدْبِرَةً
    عَنْ لَيْثِهَا رَحَلَتْ حَلَّتْ بِجَارَتِهِ

    وَالْقَيظُ يَتْبَعُهَا فِي دَرْبِ مَغْرِبِهَا
    قَدْ آنَ مَوْعِدُهَا خُمُودُ جَمْرَتِهِ

    فِي لَيْلَةٍ بَازِغٍ يَمِينِ مَشْرِقِهَا
    طَوَالِعُ الْكَوْثَلِ الزَّاهِي بِنَجْمَتِهِ

    أَنْهَتْ بِمَطْلَعِهَا قَيْظًا بِهَاجِرَةٍ
    عَانَتْ مَوَاطِنُهَا مِنْ حَرِّ لَفْحَتِهِ

    نَخِيلُ حَائِلَ قِنْوٌ أَثَّ فَارِعُهَا
    وَالْجَوفُ بَاسِقُهَا مِنْ نَخْلِ حُلْوَتِهِ

    وَسَامِقٌ نَخْلُهُ الْأَحْسَاءُ مَنْبَتُهُ
    خُلَاصَةً صَنْفُهَا تَنْمُو بِوَاحَتِهِ

    وَعَجْوَةٌ أَيْنَعَتْ أَرْضُ الْحِجَازِ بِهَا
    كَالْقُمْعِ فِي جِذْعِهَا جَرِيدُ نَخْلَتِهِ

    اَلتَّمْرُ مَحْصُولُهَا طَابَتْ مَآكِلُهُ
    طَعْمٌ حَلَا سَائِغًا فِي لِينِ مُضْغَتِهِ

    تَمْرُ النَّخِيلِ إِذَا شَهْرُ الصِّيامِ أَتَى
    سُنَّ الْفُطُورُ بِهِ نَهْجًا بِسُنَّتِهِ

    حَلْوَى وَزَادُ طَعَامٍ يُسْتَطَبُّ بِهِ
    قَدْ أَوْدَعَ اللَّهُ فِيهِ سِرَّ قُدْرَتِهِ

    يَانَخْلَةً شَهِدَتْ لِلَّهِ مُعْجِزَةً
    يَوْمَ الْمَسِيحِ بَدَتْ أُُولَى بِشَارَتِهِ

    كَانَ الْمَخَاضُ بِهِ مِنْ حَمْلِ طَاهِرَةٍ
    وَالْجِذْعُ أَوْكَأَهَا عَلَى وِلَادَتِهِ

    تَبَارَكَتْ نَخْلَةٌ أَكْنَافُهَا حَضَنَتْ
    بُشْرَى نَبِيٍ بَدَا فِيهَا بِدَعْوَتِهِِ
    .
    .
    بقلمي : عايد الشريفي

    ردحذف