اخلع نعال النفس لـ محمد خالد زين العابدين

اخْلَعْ نِعَالَ النَّفْسِ ثُمَّ تَعالَا
إِنْ رُمْتَ حَقًّا بِالإِلَهِ وِصَالا

هَلْ تَطْلُبُ القُرْبَى إِلَيهِ بِحَرْبِهِ
مُتُكَبِّرًا مُتَفَيْهِقًا مُخْتالا

جَلَّ العَظيمُ وَقَدْ أَتانا أَنَّهُ
مُتَوَعِّدٌ مُتَكَبِّرًا إِذْلالا

لا يَقْبَلُ العَبْدَ الذي في قَلْبِهِ
كِبْرٌ كَحَبَّةِ خَرْدَلٍ مِثْقالا

مَنْ كانَ يَرجو رِفْعَةً لِمَقامِهِ
فَلْيُخْفِضِ النَّفْسَ الَّتي تَتَعالى

وَخُذِ النَّبِيَّ مُحَمَّدًا وَحَديثَهُ
نِبْراسَ أَخْلاقٍ سَمَتْ وَمِثَالا

قالَ الصَّدوقُ مُعَلِّمًا وَمُرَغِّبًا
لِذَوِي العُقولِ وَفاتِحًا أَقْفالا

اللهُ يَرْفَعُ مَنْ تَوَاضَعَ في الوَرى
وَيُعِزُّهُ وَيُجِلُّهُ إِجْلالا

كَمْ مِنْ ذَلِيلٍ في قَرارَةِ نَفْسِهِ
وَهُوَ العَزيزُ لَدَى العَزيزِ تَعالى

قِفْ بِالخُضُوعِ بِبَابِ أَكْرَمِ قَادِرٍ
وَاطْلُبْ مُنَاكَ لِتَبْلُغَ الآَمَالا

فَإذا حَبَاكَ بِفَضْلِهِ وَنَوالِهِ
فَابْذُلْ هُدِيتَ وَلا تَخَفْ إِقْلالا

وَأَعِنْ ضَعيفَ الحَالِ في أَعْبائِهِ
وَاقْضِ الحَوائِجَ أَسْعِفِ الأَحْوالا

فَإِذا عَدِمْتَ المَالَ صَاحِ فَلا تَكُنْ
رَهْنَ القُيُودِ مُمَاثِلًا لِكُسَالى

قُمْ لِلْمُهَيْمِنِ في شُؤُونِ عِبَادِهِ
وَانْهَضْ لِنَجْدَةِ عَاجِزٍ إِنْ عَالا

هَذي فِعالُ الخَيْرِ فَاغْنَمْ أَجْرَها
عَشْرًا بِكُلِّ صَنِيعَةٍ أَمْثَالا

للهِ قَوْمٌ مُخْلَصُونَ فَإِنْ تَكُنْ
مِنْهُمْ وَصَلْتَ إَلى رِضَاهُ تَعالى

إرسال تعليق

0 تعليقات