النيل الأحمر لـ لزهر دخان

سَيفٌ فِي غَرَابَةِ أَمْرِهِ عِدَّةُ أَطْوَار
تَنْصَحُهُ بَالحَرّبِ يَرّدَعُكَ بِالحِوَارِ

مُخّْجِلٌ لَا تُرَاوِدُهُ عَزَائِمُ اليَقَضَةِ
مُعْتَزِلٌ لَا نَبَأٌ لَهُ مِنْ نَبَإِ البَتَارِ

أَتُوقُ لأَحَاسِيسٍ فِي رَوعِي ذِكّْرَاهَا
وَكُنَّا نُشِيدُ بِأُمِ المَعَاركِ فِي الأَخْبَارِ

دُمُوعُ الدَّفَاتِرِ قَدّ صَارَتْ دَائِريةً
كَأَنَّ الإبْتِسَامَ لَيسَ مِنْ الأَقْدَارِ

إِذَا كَبِيرُ القَوّمِ تَحَوَّفَ التَّارِيخُ
مَنْ سَوّفَ يَغُوصُ فِي اللُبّ وَالجَوهَرِ

السَّيفُ الذِي لَبَيهِ وَسَعْدِيهِ دَوّمًا
لَهُ حَدٌّ طَغَى وَحَدٌّ نَهَى عَنِ المُنْكَرِ

لَا يُسّْأَمُ مِنْ قَولِ شَاعِرٍ وَإِنْمَا
يَسْأَمُ القَوَلَ شَاعِرٌ قُتِلَ مِنْ مُذَكْرٍ

رَحِمَ اللهُ حَلالَ العِتَابِ بِأَكْمَلِهِ
فَمَا صَفَتْ العَيشُ إلَّا لِلأَشْرَارِ

صَغرَتْ لِلبَصَائِرِ أَعْيُنٌ وَصَمّتْ
لِلأَفْهَامِ أَذَانٌ وَجَفَتْ لِلمِدَادِ بِحَارِ

لَا أَدّرِي مَنْ مُخْرِجُ إِبْلِيسَ مِنَ الدَّارِ
لِفَرّطِ مَا لَانَتْ العَزَائِمِ لِلكُفَارِ

وَوَجَعِي الثَمينُ إذَا مَا بِعْتُهُ أوجعتُ
قَلِيلُ الوَجَعِ بِالوَجَعِ وَالإكْثَارِ

إنَّ الأَقَليةَ مِنْ صُنّعِ المُقِلِ وَبِيَدِ
المُكْثِرِ ثَبَتَتْ الأُمَمُ عَلَى الشِعَارِ

دَوَالَيك جَاءَ الرّيحُ عَلَى شَهْوَةِ
سُفُنٍ يَومٌ لنَجَاتِهَا ويَومٌ للِإعْصَارِ

مَتَى دَخَلَتْ اَلزَوبَعَةُ فِي الفِنْجَانِ
أَوخَرَجَتْ العَفَارِيتُ عَنْ عُرّفِ النَّارِ

لِبَعْضِ الهُرَاءِ مِلّْحُ بُحُورٍ وَأَوْزَانِ
وَمَا يُغْتَابُ بِهِ ذَوِي الكَرّ وَالفِرَارِ

لِلوَعْضِ بِعَكْسِ المَوَاعِضِ وَالأَدْيَانِ
وَلِلهِ مَا إِسْتَمْلَحُوا القَادِمَ مِنَ الأَقْدَارِ

ضِدّانِ فِي حَرّبٍ يَخْسَرُهَا إثْنَانِ
يَربَحُهَا حَاسِدُهُمَا بِأَحَدّ الأَبْصَارِ

وَجَرَى النَّيلُ الأَحْمَرُ فِي السُودَانِ
تَعْطِيلًا لِلخَيرِ وَتَعجِيلًا لِلإقْبَارِ

عُيُوبٌ لَا أَيَادِي لِعُمّرِي فِيّهَا
وَلِعُمْرِي أفَضّالٍ عَلَی الأَعْمَارِ

بَيتُ البَرِيءِ مَتَی كَانَ لَهُ المَحْبَسُ
وَلَم يَكُن لِسَانَهُ شَبيهٌ بِالمِنشَارِ

مَاذَا أدْفَعُ لِلغَدِ إَذَا سَأَلَنِي حَقَّهُ
وَإِذَا لَمْ أَتَزَودْ بِالخَيرِ لِلمِشْوَارِ

إنَّ مَا يُخَلِفُهُ اللهْفُ فِي الأَفْئِدَةِ
كَرَجْةٍ تُسْقِطُ الثِّمَارَ مِنَ الأَشْجَارِ

لَنْ تَفْعَلَ بِالشَوقِ مَا هُوَّ فَاعِلَهُ
وَعَبثًا تُحَاوِلُ ضِدّ لُغَة الأَوْتَارِ

سَيْفُ فِي غَرَابَةِ أَمْرِهِ عِدّةُ أَطْوَارِ
تَنْصَحْهُ بِالحَرّْبِ يَرْدَعْكَ بِالحِوَارِ

اليَأسُ فِي جَوفِ الخَائِفِ تَخَمَّرَ
وَلَا يَحْتَاجُ اليَائِسُ لِزِيَارَةِ الخَمَّارِ

صَرِيمٌ تَلَمّْعَتْ فِيهِ نُجُومُ الظُلّْمِ
بَعْدَمَا أَعْيَاهَا اللمَعَانُ بِالنَّهَارِ

إرسال تعليق

0 تعليقات