وَلِي منك عند الله يا من هَجَرتني
شِكايَةُ مُشتاقٍ أَحبَّ التَّلاقِيا
حسبتكَ قبلَ الهجرِ صادِق عَهدنا
فَحَيَّرتني أَن صِرتَ للعهدِ ناسِيا
فكم من ليالٍ كنتُ فيهنَّ ساهِرًا
وَكم من عُيونٍ قبلُ رَقَّت لِحالِيا
أُنادي خليلًا لا يُلبِّي خليلَهُ
وَكم من غَريمٍ قد أَجاب سُؤالِيا
أَلا يا قسيمَ الرُّوحِ كَيف تريدني
لوصل وسَهمُ البَينِ مازالَ دامِيا
تَمنَّيتُ لو أنِّي صَحِبتُكَ دائِمًا
ولكنَّ قلبي لن يكون مدانيا
وَفي النَّفسِ شيئٌ مِن حَنينٍ تَركتُه
لما كان مِن تِلك السِّنين الخَوالِيا
فَيا ليتَ أنَّ الهجرَ يُنسي أَحِبَّةً
لَعلِّي أَكونُ الآنَ مِثلكَ نائِيا
ويا ليتَ أنَّ الدَّهرَ يُرجِعُ ساعةً
زَمانًا مضى كذَّبتُ فيهِ فُؤادِيا
فلا أُعطي مَن لا يستحقُّ مودَّتي
وأَرمي بِسهمِ الهَجرِ من قد رَمانيا
فؤادي له أهديتُه فأضاعَهُ
وراحَ على حُزنِ الفُؤادِ مُواسِيا
وداعًا فإنِّي الآنَ لستُ مُبالِيًا
وأعلمُ أيضًا أنتَ لستَ مُبالِيا
0 تعليقات