أعد نظرا في قصة ليس تحجب
فلا يتوارى عنه شيء مغيب
فرأيك لا يؤتى من الزيغ والهوى
وأمرك أمر الله ما عنه مذهب
لعمري لقد كثرت أعداد حسدي
بجود عليه يحسد الولد الاب
وقلدتني النعما التي غيرت أخي
علي فأمسى قلبه يتلهب
وأصبحت لا اخشى عدوي كخشيتي
صديقي ولا من كنت أدنى وأصحب
على قدر ما يؤتى الفتى يحسد الفتى
وأكثر من يرضى عليه ويغضب
فواعجبا مني ومنهم وإنه
لمن مثل هذا يعجب المتعجب
لقد كنت فيهم أمس يثنى بصالح
علي ويعزي الفضل نحوي وينسب
فلما تغشاني نداك بسيبه
وأصبحت في نعمائكم أتقلب
تكاثر في القول بالزور منهم
وبت وأشراك المكائد تنصب
وما لي سوى نعماك ذنب إليهم
وما أنا في نعما أتت منك مذنب
على أنني لو شئت أوضحت عذرهم
فللشيء أسباب بهن تسبب
سما بي على الأكفا نداك ففقتهم
وزاحمت قوما كنت عنهم أنكب
فلا بد لي من وحشة في صدورهم
تقيم قليلا عندهم ثم تذهب
إلى الله والملك الممهد أشتكى
خطوب زمان صرفها يتقلب
وما أشتكى إلا توثب عاجز
على قادر سهل عليه التوثب
أغار على عرضي فصرت كهيم
وأوسعني سبا وما ثَم موجب
وأرسل في شتمي لسانا ذليقة
على ثقة من انني لا أجوب
ولو كان غمرا جاهلا لعذرته
وكيف به والمرء كهل مجرب
وهب أنني ما استجير جوابه
وأني عن نهج الغواية أرغب
أما لي بالملك الممهد حرمة
ترد يد الأعداء عني وتذهب
وهب أن لي من خطة الملك جانبا
بعيدًا وان الجود مني أقرب
ألم تدر ان الملك يقضي لخصمه
على نفسه بالحق لا حق يذهب
ومن كان يمضي الحكم بالحق للورى
على نفسه أمسى يرجى ويرهب
رفعت يد الشكوى على حكم عادل
يرى حق أهل الفضل أولى وأوجب
إلى ملك يعطى المعارف حقها
إذا أعرض الجهال عنها وأضربوا
نمته إلى حجر الخلافة والعلا
خلائف تنميهم إلى الفخر يعرب
إمام هدى عم البرية عدله
ففيه استوى أقصاهم والمقرب
فكم عصبت للحق منه سجية
تؤدب بالأفكار من لا يؤدب
فالبسني النعما التي هي ذمة
علي لا بسيها أنها ليس تسلب
أياديك قد علمتني طلب العلا
فما لي سوى العلياء عندك مطلب
ولي فيك آمال كثير عديدها
وما أنا فيها يعلم الله أشعب
بقيت لنا حصنا منيعا من الاذى
نفر من الأعدا إليه ونهرب
0 تعليقات