لنا ما دنا مما نروم وما شطا
أجد بنا في أخذه الغرام أبطا
نهم فيثنينا عن الأمر أننا
قويون لا نخشى فواتا ولا سخطا
ونمهل مختارين لا نمهل امرءًا
تعدى ولا يفجا القنا أخذنا غبطا
ويصغر جرم العبد في جنب عفونا
وان كان جر ما مثله يوجب السخطا
نحل عن الاهوا وتسمو نفوسنا
إذا حبطت بالقوم أهواءهم حبطا
وما الظعن من شأن الملوك أما لنا
متى ما أردنا القبض في الخلق والبسطا
فيا اأها المستبطىء العفو والرضا
لعمري قد استبطات ما ليس يستبطأ
كفرك الإِحسان يمنع فضلنا
ولا شكرك النعماء في جودنا شرطا
فكم من وفي في الانام وغادر
جعلنا لكل من مواهبنا قسطا
وأحمق خلق الله من ظن رقية
تقيه فأعطى عضوه الحية الرقطا
وما ناطح الصخر الأصم مميز
ولا اجتر ذو عقل قياد الردى خرطا
ولا ركب الإِنسان في الناس مركبا
أضر من الجهل المضر ولا استمطى
الا ربما كان الجهول بجهله
على نفسه مما يحاربه اسطا
ركنت إلى الإِفساد في الأرض جاهلا
وقاسمت في تبييت من حولك الرهطا
وغرك منا ما جهلت وإننا
لنعذر في الجهل المسيء إذا أخطا
إذا قعدت بالمرء أخلاقه التوى
عليك فمهما زدت في رفعه انحطا
وسطرت أعذارًا أتين سقيمة
فأخجلت في تسطيرها الطرس والخطا
ينكس منها رأسه كل سامع
حياء وتلقى من يد المنشد القطا
ذكرت عقودا ما وفيت ببعضها
ونعماء قد أصبحت تغمطها غمطا
وذكرتنا ما كان من بعض فضلنا
لقد نسي المعطى وما نسي المعطى
ونحن أناس نحفظ الوعد للوفا
وينسى الفتى منا الجزيل إذا أعطى
وطالبنا عنا بعيد وإن دنا
ومطلوبنا منا قريب ولو شطا
نضر إذا شئنا وننفع من نشا
ونولى الاباء الجعد والخلق البسطا
زعمت بأن الحاسدين تقولوا
عليك فاغضينا وقد اكثروا اللغطا
إليك فقد أعربت عن وصف جاهل
باخلاقنا ما خط في علمها خطا
أنا البحر هل بحر تكدره الدلا
ولجته الخضراء لا تعرف الشطا
وهل يجمع الأضداد إلا رحابنا
فننظمهم في سلك إحساننا سمطا
وسعنا الورى حلما وجودا فمذنب
يقابل بالحسنى ومنتحل يعطى
لنا أمرنا لا يملك المرء عندنا
بأهوائه في الناس رفعا ولا حطا
ولو كانت الأقوال قد تستفزنا
إذن لادعى أربابها الحل والربطا
إذا جمحت خيل المكائد عندنا
ضبطنا بحسن الرأى أرسانها ضبطا
يشاركنا في الملك لا الملك عندنا
فآراؤنا صرف فما نعرف الخلطا
لنا من كريم الصفح عين على الفتى
إذا كشف الواشون عوراته غطى
يظن الورى من جنبنا العفو انه
تزيد لدينا حظوة العبد إن أخطا
ولو علموا ما للمطيعين عندنا
لساروا إليه العسج والوسج والوخطا
فيا أيها الجاني على نفسه التي
صعدنا بها رفعا فحط بها هبطا
وكان له جنات نخل وأعنب
فاسرف حتى استبدل الأثل والخمطا
إذا جئت مستحي من الذنب تائبًا
وراجعت مضطرا طريقتك الوسطى
فما بابنا عن مرتجى العفو مرتج
ولا قبضنا في حالة تمنع البسطا
0 تعليقات