ما كنت يا بحر المكارم أحسب
ان الكريم من القناعة يغضب
جهلا صرفت عن المطامع همتي
وبها إليك ذوو النهي يتقرب
وتركت حظي من نوالك عامدا
فزجرتني فعلمت أني مذنب
كرم تقر ذوو المطامع عنده
وبه المذلة بالقناعة تكسب
فلأ ركبن من المطامع خطة
حتى رضاك ببعضها يستحلب
ولأقدمن على التناول كلما
أعطيتني ولو ان عقلي يذهب
فعطاك جم لو يقال لحاتم
خذه لكانت نفسه تتهيب
تعطى الجزيل فلا يصدق سائل
إن الذي تعطيه مما يوهب
ويراه مثل المستحيل بجهله
فيظل ينكر قوله ويكذب
ولقد أطعت الجهل حتى فاتني
رزق هنيء من نوالك طيب
فكفى بذاك عقوبة عن زلتي
الحلم أوسع والمراحم أقرب
0 تعليقات