إليك فقد حملت قلبي من الهوي
على عجزه ما ليس يحمله رضوى
فلو قست ما بي بالمحبين جملة
وجدت الذي بي منك مما بهم أقوى
تمادت ليالي الهجر والعمر بينها
على غير عطف منك أيامه تطوى
شكوت وحسن الظن فيك يحثني
على أنني أشكو وقد تنفع الشكوى
رمتني فاصمتني فلما رميتها
وشددت سهمي مثلما شددت اسوى
وكم أنا باق مع سهام تصيبني
وإن ارم لم أبلغ لصاحبها شاوا
احبتنا ما للوشاة امانة
فتصغون اسماعا لما عنهم يروى
ومن يصغ يعلم انما نطقوا به
من الإثم لم يصدره دين ولا تقوى
ويا عاذلي هل جئت بدعا بما ترى
أليس الهوى مما تعم به البلوى
تحاول أن اسلو وما ذاك في يدي
ولو كان فيها ما ارتضيت يدي عضوا
ومن لي أن أعدى بحبي أحبتي
فنصحي سواء فيه لكن لا عدوى
إذا كان غيا حب ليلى فدونكم
رشادي فهاتوا لي به كلما اغوى
وشاة وعذال فأما الذي وشا
فكله إلى من يعلم السر والنجوى
وما عذولي لو رآك بمقلتي
لما بات من شجوي ومن لوعتي خلوا
عذرت وشاتي فيك دون عواذلي
فما منكر فيك التنافس والأهوا
وما كنت لولا أنت للضيم حاملا
أقر على هون وأغضي على الأسوا
ألم ترني فارقت مسقط هامتي
بميسم ذل خفت يوما به أكوى
وجاورت للعلياء من أنا جاره
وبلغني منها إلى الغاية القصوى
وقطعت خفض العيش أحسب ما مضى
من العمر مثل اليوم من ظنه سهوى
أخال لياليه لفرط انطوائها
وقد ظهرت للعين مضمرة تنوى
ولو قيل قوم أى ملك تريده
بظفر ابن إسمعيل ما خلته يسوى
وفي الأرض أملاك ولكن بينه
وبينهم مالا يحد ولا يحوى
يحب المعالي والمعالي تحبه
وبالحب منها ما ناله عفوا
دعته فلباها ونادى فأقبلت
وصادف كل عند صاحبه شجوا
فها هي لا ترضى سواه لنفسها
حبيبا ولا يرضى سواها له مأوى
خليلان كل هائم بخليله
يدير عليه الوصل كأسا فما يروى
بنى قللا في المجد لو تصعد العلا
لها دونه يوما أوشك أن تقوى
اذ أتاه في الهم الوفود لفاقة
وأموه ألفوا عندن المن والسلوى
على قدر ما يدنيك تنأى عن الاسا
ومقداره ما يقصيك تدنو من اللأوى
حليم يرى مخطي رضاه ابتسامه
فيحسبه قد جاء بالذي يهوى
له في الأعادي غارة بعد غارة
وللجود في أمواله الغارة الشعوى
منزهة عن لو ولولا خصا له
فما خصلة فيها بلولا ولو دعوى
فلو مازجت أخلاقه البحر طعمه
أجاج لاضحى من عذوبتها حلوا
فيا ماضيا في أمره عن بصيرة
إذا بات في الأمر امرء يخبط العشوى
أما الملك سلك تم في نظامه
إذا ما آب ولى تولى ابنه تلوا
فبالناصر ابن الأشرف الملك ينتمي
إلى الأفضل السامي إلى الملك الأقوى
على بن داود المليك ابن يوسف
خلائف لا بغيًا تولوا ولا عدوى
عريقون في الملك العقيم فلا ترى
إصالتهم في الملك عن أحد تروى
بقيت بقاء الدهر للدهر مصلحًا
وللناس بالسيف المحكم والجدوى
فترشد إن ضلوا وتعطي إذا رجوا
وتضرب أعناقا إذا تركوا التقوى
0 تعليقات