سهرت من بعدك الليالي لـ الحصري القيرواني

سَهِرتُ مِن بَعدِكَ اللَيالي
كَأَنَّما الجَمرُ لي فِراشُ

شَرِقتُ بِالدَمعِ رُمتُ ريّي
بِهِ وَشُرّابُهُ عِطاشُ

شَرِبتُ مِنهُ الحَميمَ صِرفًا
فَهَل مِنَ الغَيثِ لي رشاشُ

شِبتُ فَقالوا ارتَعَشتُ ضعفًا
فَقُلتُ في الصارِمِ ارتِعاشُ

شختُ وَلَو مَرَّ طَرفهُ بي
لَم يَعنِهِ أَنَّهُ حُشاشُ

شُواظُ نارٍ بِلا نُحاسٍ
أَنا وَأَعدائي الفراشُ

شُدَّت بِكَ العضدُ ثُمَّ جُدت
فَلا طِعانٌ وَلا بِطاشُ

شُلَّت يَدي بَل سَلَبتنيها
وَحُقَّ لِلأَخذَمِ انكِماشُ

شَقَقتُ قَلبي كَمِثلِ ثكلى
فَفَنّدوني وَلَم يُحاشوا

شَرُّ المُحِبّينَ مَعشَرٌ قَد
أَزمَعَ أَحبابُهُم فَعاشوا

شِهابُ مَجدٍ وَسَهمُ فَهم
عَهِدتُهُ بِالحِجا يُراشُ

شَهِدتُ دَهيا بَطَشتُ مِنها
لَو شَهِدَتها العِدى لَطاشوا

شَهيقهُ وَالجَبينُ يندى
وَالنَفسُ مِن حسنِهِ تناسُ

شِدَّةُ كَربٍ وَلا ذُنوبٌ
وَلا حِسابٌ وَلا نِقاشُ

شَمَمت روحَ الخُلودِ فَأَمن
بُلَّ ضَنىً وَاستَراحَ جاشُ

إرسال تعليق

0 تعليقات