الحمدُ لله مُعلي قدرَ من علما
وجاعلِ العقلِ في سُبْلِ الهُدى علما
ثم الصلاةُ على الهادي لِسُنَّتِهِ
محمدٍ خيرِ مبعوثٍ به اتّسما
ثم الدعا لأميرِ المؤمنين أبي
عبد الإله الَّذي فاقَ الحيا كرما
خليفةٌ خَلَفَتْ أنوارُ غُرَّتِهِ
شَمْسَ الضحى وندنهُ يخلفُ الديما
سالتْ فواضلُه للمعتفي نعمًا
صالتْ نواصِلُهُ بالمعتدي نِقَما
يُحيي العفاةَ بسهمٍ من مَكارمه
كأنَّه صيِّبٌ للمزنِ قد سجما
يُردي العداةَ بسهم من عزائمه
كأنه كوكب للقذف قد رجما
أدام قولَ نعم حتَّى إذا اطَّرَدتْ
نُعماهُ من غيرِ وعدٍ لم يَقُلْ نعما
كم قد أباح حمى حزبِ الضلالِ وكم
حمى الهُدى بجيادٍ تعلِكُ اللُّجُما
تستنزلُ العُصْمَ من أعلى شواهقها
وتسلبُ القمَمَ الطمَّاحة العِمَما
يا أيها الملكُ المنصور ملكُكَ قد
شبَّ الزمان به من بعدِ ما هرما
فلو شأى من مضى أدنى مكارمكمْ
لم يذكروا بالنَدى معنًا ولا هرما
إن اللياليَ والأيامَ مذ خَدَمَتْ
بالسَّعْدِ ملككَ أضحت أعبدًا وإما
فمن سعودِ نجوم أو صعادِ قنًا
قد صُيِّرت لك أملاكُ الورى خدما
لقد رفعتَ عمادًا للعلا فغدا
يعلو قيامًا ويعلو قدرهُ قيما
أقمتمُ وزنَ شمس العدلِ فاعتدلتْ
فلم يدعْ نورُها ظُلْمًا ولا ظُلَما
فتونسٌ تؤنس الأبصارَ رؤيتها
وتمنح الأممَ الأسماء والأمما
كأنما الصبح فيها ثغرُ مبتسمٍ
وحوَّةُ اللَّيل ِفيها حُوَّةٌ ولمى
فأقبلت نحوها للناس أفئدةٌ
ترتاد غيثًا من الإحسانِ منسجما
فكلهمْ حضروا في ظلٍّ حضرتكم
فأصبحتْ لهمُ الدنيا بها حُلُما
قد ندَّ فيها الأسى عن أهل أندلسٍ
والأنس فيها عليهمْ وفدُهُ قَدِما
وأُبدلوا جَنَّةً من جنةٍ حُرِموا
منها وقد بُوِّؤا من ظِلِّها حَرَما
وأشبهوا سبأً إذ جاءهمْ عَرِمٌ
من العدا لم يدعْ سدًّا ولا عرما
أبدلتُ قافيةً من بيت ممتدحٍ
أوردتُهُ مثلًا في رَعْيِكَ الأمما
وكَّلْتَ بالدهرِ عينًا غير غافلةٍ
من جودِ كفّك تأسو كل من كُلِما
وصُلْتَ مستنصرًا بالله منتصرًا
على العدا واثقًا بالله معتصما
أمَّا على إثر حَمْدِ الله ثم على
إثر الصلاة على مَن بَلَّغَ الحِكَما
وما تلا ذاك من وَصْلِ الدعاءِ ومن
نشرِ الثناءِ على من أسبغَ النعما
فاسمع لنظمٍ بديعٍ قد هَدَتْ فِكَري
له سعادةُ مُلْكٍ أجزلَ القِسَما
حديقةٌ تبهجُ الأحداقَ إنْ سُطِرَتْ
من نحوها ناسمٌ للنحوِ قد نسَما
فاسمعْ إلى القولِ في طُرْقِ الكلام وما
عِلْمُ اللسانِ قد حُدَّ أو رُسِما
النحوُ علمٌ بأحكامِ الكلام وماِ
من التغايُرِ يعرو اللفظَ والكلما
وللكلامِ كلامٌ في حقيقته
فإن تردْ حَدَّه فاسمعه منتظما
إن الكلامَ هو القولُ الَّذي حَصَلتْ
به الإفادةُ لما تَمَّ والتأما
وكلّ قولٍ إذا قَسَّمتَه انقسما
اسمٌ وفعلٌ وحرفٌ ثالثٌ لهما
فالاسمُ لفظٌ يدلُّ السامعين له
على حقيقةِ معنىً وقْتُهُ انْبَهَما
والفعلُ لفظٌ يدلُّ السامعين له
على حقيقةِ معنًى وقته انفهما
والحرفُ لفظٌ يدلُّ السامعين على
معنًى ولكنَّه في غيره فُهِما
واللفظ نوعان مما أعربوا وبنوا
فاحكم على كلِّ لفظٍ بالذي حُكِما
فالمعربُ اسم وفعلٌ ذو مضارعةٍ
والمبتنى الحرفُ والفعلُ الَّذي انصرما
والأمرُ من غير لامٍ قد تخولفُ هل
أضحى على الوقفِ مبنيًا أو انجزما
تغيّر اللفظِ عن تغيير عامله
إعرابُهُ وهو في الأطراف قد عُلما
فالاسم متفقٌ لفظًا ومختلفٌ
معنًى لذلك بالإعراب قد وسما
والفعلُ مختلفٌ لفظًا وأزمنةً
فلم يرم فيه إعرابًا ولا جشما
لكنهم أسهموا الفعلَ المضارع في
ما اختصَّ بالإسم من إعرابه سهما
فالاسم بالخفضِ مختصٌّ ويدخله
رفعٌ ونصبٌ ومنه الجزمُ قد عُدما
والفعلُ بالجزم مختصٌ ويدخلُهُ
رفعٌ ونصبٌ كما في الاسم قد رُسما
والقولُ في حصر أصناف العوامل خُذْ
فيه وَخُضْ منه في بحرٍ قد التطما
وعاملُ الرفع قدِّمه ومنه إلى
عواملِ النصبِ والخفض انقل القدَما
ورافعُ الاسمِ إن حققتَ أضْرُبَهُ
لمعنويٍّ ولفظيٍّ قد انقسما
فالمعنويُّ ابتداءٌ لا وجودَ له
إلاَّ إذا أصْبَحَ اللفظيُّ منعدما
ورافعُ اللفظِ فعلٌ أو مشابِهُهُ
وما غدا مَعَهُ في الحُكمْ مُستَهِما
من اسمِ فعلٍ أو مفعولٍ أو مثلٍ
في كلّ ما علمت ليستْ بدونها
ومن صفاتٍ تساويها إذا رفعت
حُكْماُ وإن لم تكن في النصبِ مثلهما
ومصدرٌ واسم فعلٍ بين مرتجلٍ
وذي اشتقاقٍ غدا ينقاسُ أو عُقِما
ومن حروفٍ له أضْحت مشابهةً
كمثل إنَّ وما في شكلها نُظِما
من كل رافعِ ما أضحى له خبرًا
وناصبِ اسمٍ إذا ما لم يُكَفَّ بما
فإنَّ أنَّ لها أُختٌ مذ ارتضعا
ثَدْيَ التشبهِ بالأفعالِ ما فُطما
وعدَّ لك أختا أو كأنَّ لها
وليت ثم لعلَّ المرتجَى بهما
وما ولاتَ ولا للاسم رافعةٌ
وما يزال اسمُ لاتَ الدهرَ مكتتما
وناصبُ الاسمِ فعلٌ أو مشابهُهُ
فكن لمعرفةِ الأشباهِ ملتهما
والفعلُ منه معدّىً جازَ فاعلَهُ
لنصبِ مفعولهِ مثل انتضى ورمى
ومنه غيرُ معدّى في كلامهمُ
كمثلِ سالَ إذا مثَّلْتَهُ وهمى
فذو التعدي إذا أحببتَ قِسْمَتَهُ
وجدته في لسانِ العُرْبِ منقسما
لناصب واحدًا أو ضعفَ ذلك أو
ثلاثةً بعضُها بعضًا قد التزما
فالناصباتُ لمفعولٍ على حدةٍ
كثيرةُ كوَشى أو خاطَ أو رقما
والناصباتُ لمفعولين في نَسَقٍ
كمثل ظنَّ وأعطى بابها انقسما
فباب أعطى كسا منه ومنه سقى
كما تقول سقاك الله صَوْبَ سما
ومنه أولى وأتى مثل قولهم
أولاك ربي نعيمَ العيشِ والنِّعما
كما تقول لمن تهوى النعيمَ له
أنالك النِّعَمَ الوهابُ والنِّعما
وبابُ ظنَّ رأى منه وخال وأن
تَصِلْ بها عَلِمَ اذكر بعدها زعما
وصل حسبت بها واعدد وجدت وكنْ
لذكر ألفيتَ في ذا الباب مُتَّهما
ما لم يكن ذاك وجدانًا وموجدةً
ولا التفاتًا وعرفانًا ولا تُهَما
والناصباتُ لمجموع الثلاثة لم
يكثرنَ فاصرف إلى إحصائها الهمما
أرى الَّذي نقلته من رأى ألِفٌ
ومثلها أعلمَ المنقولُ من علما
ومثل حَدَّثَ أو أنبا وأخبر أو
ما قيس من أوهم المشتقّ من وهما
وقاسَ بالهمزةِ النقلَ ابنُ مسعدة
في باب ظن وفيه خالفَ القُدَما
والناصباتُ لأخبارٍ قد ارتفعت
أسماؤها كلُّ فعلٍ ناقصٍ عُلما
كمثل كانَ وأضحى ثم أصْبَحَ أو
أمسى كقولك أضحى الزهرُ مبتسما
وبات أو صار أو ظل الثلاثةَ صِلْ
بها كقولك ظلَّ الغيمُ مرتكما
وليس معناه جعل الانتفاءِ لما
مضى لذاك عن التصريف قد حسما
وعدِّ ما دام منها نحو قولك لا
أسيرُ ما دام حرُّ القيظِ محتدما
وكلُّ فعلٍ غدا إيجابه سلبا
والنفيُ فيه وجوبٌ بعد ليس وما
تقول ما زلت مفضالًا وما برحت
منك السجايا تُوالي الجودَ والكرما
ولست تنفكُّ محسانًا وما فتئتْ
يُمناكَ آسيةً بالجودِ مَن كُلِما
والنصبُ في الخبر المنفيّ يوجبه
ذوو الفصاحة من أهل الحجاز بما
وتنصبُ في الخبر المنفيّ لات ولا
والحينُ في لاتَ في الأخبارِ قد لزما
والناصبات لأسماءٍ قد ارتفعَتْ
أخبارُها أحرفٌ قد عدَّها العُلَما
وهي الَّتي ذُكِرَتْ في باب إنَّ فلا
معنى لكرِّ حرفٍ يورثُ السأما
وانصبْ بلا الاسم وارفع ما غدا خبرًا
ولتجعل الاسم بالتنكير متسما
وينصبُ الاسمَ من نادى وحَضَّ ومن
أثنى وعظَّم أو مَن ذمَّ أو رحما
وللنداءِ حروفٌ وهي يا وأيا
وأي لمن قد غدا مدعوُّهُ أمما
والهمزةُ انتظمتْ في سلكها وهيا
ووا لندبةِ من قد فادَ واخْتُرِما
ونصبُ الاسمِ بإلاّ واجبٌ أبدا
في واجبٍ فالتزم في ذاك ما التُزِما
وانْصبْ بها الاسم فيما قدَّموه وما
قد ظلَّ منقطعًا منه ومنصرما
وسِمْهُ بالنصبِ في ما تمَّ من سَلَبٍ
من قبل إلاَّ إذا أحببتَ أن تَسِما
وانصبْ كذاك بحاشا أو عدا وخلا
ولا تكونَن في ما قلتُ مُتَّهِما
والنصبُ في ما عدا أو خلا اقض به
فكلهم لهما بالنصبِ قد جَزَما
ولا يكون ليس انصب معًا بهما
إذا غدا فيهما الإضمارُ مكتتما
والقولُ في باب الاستثناء مُتَّسِعٌ
وقد تخالفَ فيه الجلَّةُ الزعما
وقد تبلَّه قومٌ فيه ولا سيما
من عدّ بَلْهَ في الاستثناء ولا سيما
وخافضُ الاسم حرفٌ للإضافة أو
إضافةٌ دون حرفٍ فلتكنْ فَهِما
كاللام والكافِ تشبيهًا ومِنْ وإلى
وعن وفي وعلى ليس المُراد سما
والباء والواو والتاء الَّتي أبدًا
تحالفُ الحلفَ باسم الله والقسما
وربّ تخفضُ ما نَكرْتَهُ أبدًا
لا ما تميَّزَ بالتعريفِ واتسما
ومذ ومنذ ابتداءً في الزمان كما
مَنْ في المكانِ وقد جروا معًا بهما
ومثل حاشا لمستثنٍ عدا وخلا
قد استوى حُكْمُها خَفْضًا وحكمهما
والجرّ عند هذيلٍ في متى لغة
وذلك الحكم في استعمالها قدما
وليس إضمار حرف الخفضِ مطردًا
فلا تكوننَّ في الإضمارِ محتكما
فلم يقس ذاك إلاَّ في مواضعَ قد
خَصّتْ ومن عمَّ فيها كانَ مجترما
فأضمِرِ الحرفَ في اسم الله في قسمٍ
فذاك قد ظلَّ للإيجازِ مغْتَنَما
والرفعُ في كلّ فعلٍ ذي مضارعةٍ
بعاملٍ معنويّ سرُّهُ اكتتما
وأحرفُ النصب أُحصيها على نَسَقٍ
فلا تكنْ من توالي ذكرها بَرِما
أن ثم لن ثمَّ حتَّى بعدها وإذن
ومن يُحَصِّل معانيها فقد غنما
واعدد لكيلا وكيلا ثم كيْ ولكي
وليس تَمْنَعُ من نصبٍ زيادةُ ما
ولامُ كيْ مثلُ لام الجحد ناصبةٌ
ما كانَ في ذاك قانونٌ لينخرما
والفاء والواو في غير الوجوبِ وأو
ومَنْ يحققْ معانيها فقد فَهما
وأحرفُ الجزمِ أُحصيها على نسقٍ
فلا تكوننَّ ممنْ ملَّ أو سئما
لا تجزمُ الفعلَ في نهيٍ وأدعيةٍ
ولام الأمر تريك الفعلَ منجزما
وفي ألمَّا ولمَّا ثم لم وألم
بجزمِ منفيةِ الأفعالِ قد جَزَما
وإن وإذما ومهما ثم من ومتى
ومثل أنى وأيان وأين وما
وأينما كيفما أو حيثما أتلُ بها
وعدَّ أيا وأيامًا وأيَّتما
والأمر والنهي أو ما كانَ نحوهما
جزم الجوابِ عليها طالما اغتنما
والقولُ في ذكر ما للمعربات غدا
علامةً في اسمٍ أو فعلٍ بها رسما
فالرفعُ بالضمِّ في الفن الصحيح وما
لا نونَ في جمعه والفعل قد علما
والواوُ في خمسة السَّماء ترفعها
كمثل ما ترفعُ الجمع الَّذي سلما
تقول عمروٌ أبوه أو أخوه أتى
فافترّ فوه من السرَّاءِ وابتسما
وخولةٌ هام ذو مالٍ بها وصبا
وجدًا فغار حَمُوها منه واحتشما
والرفعُ في كل ما ثَنيْتَهُ ألِفٌ
ما اختلَّ في ذاك قانونٌ وما انخرما
والنونُ في كل فعلٍ ذيَّلوه لها
من بعدِ مَنْ قد غَدَتْ في رفعه علما
والنصبُ بالفتح في ما ليس يلحقه
مدُّ ونونٌ من الصنفين قد رسما
وألحق الألفَ الأسماءَ خَمْسَتها
في النصب تجلُ من الإلباس كل عمى
والنصبُ بالكسرِ في تاءِ الجموع فكن
لكل ما التزموا من ذاك مُلْتزما
والحذفُ للنونِ في الفعل الَّذي رَدَفَتْ
يُرَى بها الفعل منصوبًا كما انجزما
وسالمُ الجمعِ والاثنان نصبهما
معًا وخفضهما بالياء قد رُسِما
والخفضُ بالكسرِ في ما لم يُثَنَّ ولم
يجمعْ بنونٍ ولم يَثْقُلْ ولا سُقِما
والخفضُ في خمسةِ الأسماءِ عندهمُ
بالياءِ قد صحَّ هذا الحكم وارتسما
والخفضُ بالفتحِ في ما ليس منصرفًا
ومنه قد أصْبَحَ التنوينُ منصرما
وكلُّ فعلٍ بضمٍّ أَنْتَ ترفعُهُ
فبالسكونِ لدى الإعراب قد جُزما
وكلُّ معتلِّ فعلٍ فهو منجزمٌ
بالحذف من لم يقل هذا فقد وهما
وحكم بابٍ فبابٍ قد عزمتُ على
تفصيلهِ فلتكن للفهمِ معتزما
والقولُ في ذكرِ أحكامِ العوامل خذ
فيه وخُضْ كلَّ بحرٍ للكلامِ طَما
أصل الكلام ابتداءٌ بعده خبرٌ
كلاهما ظلَّ فيه الرفع ملتزما
فإن أتى ناسخٌ للابتداءِ غدا
بحكمه غيرَ مُبْقٍ ذلك الحُكُما
والناسخاتُ له أفعال أفئدةٍ
وفعلُ نقصٍ وحرفٌ جمعها قسما
فبعضها ينصبُ الاسمين في نسقٍ
كمثلِ ظنَّ وما في سلكها انتظما
وبعضها رافعُ اسمٍ ناصبٌ خبرًا
كمثل كانَ وما في بابها ارتسما
وبعضها ناصبُ اسمٍ رافعٌ خبرًا
كمثل إنَّ وما في شعبها اقتحما
والحقُّ في كل بابٍ أن يبين ما
يحقُّ أن يُنْتَحَى فيه ويُلْتَزما
والقول في الابتداء ابدأ به وبما
يكونُ أصلًا وكنْ بالفرع مختتما
فالابتداء كلا الاسمين مرتفعٌ
به وإن كانَ في الثاني قد اخْتُصِما
تفيد نسبة إخبار لمبتدأ
معنًى إذا ارتبط اللفظان والتحما
تفيد نسبة مجهولٍ لمعرفة
معنى كقولك زيدٌ مكرمٌ حَكما
ونسبة بين معلومين قد علمت
تفيد إقرار من لم تدر ما كتما
ونسبة بتن معلومين قد عرفا
على الفراد تفيد الجمع بينهما
ونسبةٌ بين مجهولين قد عدمت
إحاطةً لم تفد فكرا ولا فهما
وحق ما ابتُدِئَ التقديمُ عندهمُ
وربَّما قدَّموا الأخبار رُبَّتما
والمبتدا أخبروا عنه بما هو هو
وما تضمنه أو ما قد التزما
مما يشابه ذا أو ما يعادله
كشأنِ أصْبَحَ فردًا ذاك أو أمما
وبالمسببِ عنه والمضافِ له
إن كانَ معناه من معناه منفهما
وبالنقيض الَّذي منه يدال كما
قالوا تحيته ضربٌ به ألما
ومسندُ الخبر اقسمه لمنفردٍ
لجامدٍ ولمشتقٍّ قد انقسما
وجملة ناسبتْ ما خبروا هي أو
ما ناسبته ولا التاطتْ به رَحِما
والظرفِ بالحرفِ أو لا حرفَ يصحبُهُ
في الوقتِ والأين مختصًا ومنبهما
وكلّ ما جعلوا من جملةٍ خبرًا
فالمضمراتُ غدت في ربطها عصما
فجملةُ الابتداء استعملتْ خبرًا
تقول زيدٌ أبوهُ كاسبٌ خدما
وجملةُ الفعلِ في الإخبارِ واقعةٌ
تقول صوبُ الحيا من جودك احتشما
وجملة الشرط مما يخبرون به
تقول زيد متى ما يقتدر رحما
والفاءُ في الخبر المضحي له سببًا
وصلٌ ووصفٌ لمنكورِ قد انبهما
يجوز إلحاقها والفاءُ مَدْخلها
في غير ذاك من الأخبارِ قد حُرِما
وإن جعلت اسم موصول له خبرًا
لم تلفِ فيه لحرف الفاء مقتحما
وقد تُفَضَّلُ أخبارٌ مُرَتبةٌ
من ابتداءاتها قد قوبِلَتْ بلما
تقول نطقي وفكري والبنانُ تلا
وصاغ واختطَّ في أمداحك الكلما
وكم وكم خبرٍ تلفيه مُزدوجًا
من موجبين ومنفيين قد لئما
فمثل قولك حلوٌ حامض هو لا
حلو ولا حامض في ذوق من طعما
واحذف إذا اشتركَ الاسمانِ في خبرٍ
مما عطفت فذو التسديد من خرما
وجئ بمشتركِ الأخبار منفردًا
وقل عليُّ وعمروٌ مكرمٌ قُثَما
وخذ بما شئته من قولهم عمرٌ
وصالحٌ صالح أو صالحان هما
وحقُّ ما ابتدئَ التعريفُ عندهم
وقد يكون له التنكير ملتزما
وللبداية بالتنكير أمكنةٌ
منهنَّ في خبرٍ في العيد عدُّكما
وفي تعجبٍ أو شرطٍ ومسألةٍ
بذاك واضعُ حُكمِ اللفظِ قد حكما
وفي جوابٍ وفي نفيٍ وأدعيةٍ
بذاك واضعُ حُكمِ النطق قد حتما
وفي مفاضلةِ الأنواع قد بدءوا
به وما ظلَّ بالتفضيل منقسما
وفي مظنة تنبيهِ السميع على
ما ظلَّ مستشعرًا أو كانَ متهما
وأبدأ بما خَصَّصَتْ تنكيرَهُ صِفَةٌ
فلم يكن بعد تخصيصٍ لينبهما
وابدأ بأخبارِ ما في حُكمِ معرفةٍ
واسمٍ وأردفْ لغيرِ الاسم مختتما
وإن سواءً وسيانَ ابتدأتهما
فلتجعلِ الخبرَ الفعلين بعدهما
تقول سيانِ أوْلى أو لوَى زمني
في ظلّكم وسواءٌ ضنَّ أو كرما
أي لا أُبالي وسقيا جودكم أحبا
دهري مواهبَ أم لم يحبني وجما
وإن بأمْ ألف استفهامٍ اقترنت
في الجملتين فذاك الحُكْمُ حكمهما
ولا تعرف لما نكرته خبرًا
فالقول منه بعكسِ الوضع قد عُصِما
وإن تَسُقْ غيرَ وصفِ الشيء عن خَبرٍ
له فأبرز من الأضمارِ ما اكتتما
تقول أسماءُ عبد الله مضمرةٌ
هي اعتناءٌ به إن ضيمَ واهتُضِما
وأضمرِ المبتدأ للاختصار إذا
ما شئتَ واحذف من الأخبار ما علما
ولتجعلِ الحذفَ أيضًا في الجواب على
سؤالِ مستفهمٍ مستخبرٍ لعمى
وبعد لولا احذفِ الأخبارَ مكتفيًا
بالفهم فيها وللإيجاز مغتنما
والحالُ عن خبرٍ مما تنوبُ إذا
إضمار إذ وإذا من قبلها لزما
مع المصادرِ عند الابتداء بها
تقولُ عهدي بعبد الله مبتسما
والعربُ قد تحذفُ الأخبار بعد إذا
إذا عَنتْ فجأة الأمْرِ الَّذي دهما
وربَّما نصبوا بالحال بعد إذا
وربّما رفعوا من بعدها ربَّما
فإن توالى ضميران اكتسى بهما
وجْهُ الحقيقةِ من إشكالهِ غمَما
لذاك أعيت على الأفهام مسألةٌ
أهدتْ إلى سيبويه الهمَّ والغُمما
قد كانت العقربُ الهوجاءُ حسّبها
قدمًا أشدَّ من الزنبور وقعَ حما
وفي الجواب عليها هل إذا هو هي
أو هل إذا هو إياها قد اختصما
وخطّأ ابن زيادٍ وابن حمزة في
ما قال فيها أبا بشر وقد ظَلما
وغاظ عمرًا عليٌّ في حكومته
يا ليته لم يكن في أمره حكما
كغيظِ عمروٍ عليًا في حكومته
يا ليته لم يكن في أمره حكما
وفجع ابن زيادٍ كلَّ منتخب
من أهله إذ غدا منه يفيض ذما
كفجعةِ ابن زياد كل منتخب
من أهله إذ غدا منه يفيض ذما
فظلّ بالكرب مكظومًا وقد كربت
بالنفسِ أنفاسُهُ إن تبلغ الكظما
قَضَتْ عليه بغيرِ الحقّ طائفة
حتَّى قضى هدَمًا ما بينهم هدما
من كلِّ أجورَ حكمًا من سدومَ قضى
عمرو بن عثمان مما قد قضى سدما
حسادة في الورى عمت فكلهمْ
تلفيه منتقدًا للقول منتقما
فما النُّهى ذممًا فيهم معارفها
ولا المعارفُ في أهلِ النهى ذمما
فأصبحتْ بعده الأنفاسُ كابية
في كل صدرٍ كأن قد كُظَّ أو كُظِما
وأصبحت بعده الأنقاسُ باكيةً
في كل طِرْسٍ كدمع سحّ وانسجما
وليس يخلو امرؤ من حاسدٍ أضِمٍ
لولا التنافسُ في الدنيا لما أضما
فكم مصيبٍ عزا من لم يصبْ خطأً
له وكم ظالمٍ تلقاه مظّلما
والغبن في العلم أشجى محنةٍ علمت
وأبرحُ الناسِ شجوًا عالمٌ هُضِما
0 تعليقات