أَعينا عَلَى ليلٍ حيارى كواكبُه
تَطاوَلَ حتى أَنكرَ الصبحَ راقبُه
بهيمٌ يضلُّ النجمُ فيه سبيلَه
وَيزورُّ ذعرًا بدرُه فيجانبه
فوارحمتا للمستهامِ بجوفِه
تهادنه آلامُه وَتوائبه
كملقىً بيمٍّ موجُه متلاطمٌ
فيطفو به آنًا وَآنًا يجاذبه
عَلى مثلِ هذا بتُّ أَنشج بالبكا
وَأشربُ دمعًا ليس تصفو مشاربه
وَأذكر أحبابًا كرامًا لقد نأَى
بهم زمنٌ عاتٍ عظام نوائبه
يلذّع قلبي ذكرُهم فأَضمه
مخافةَ إنْ جاريته هو شاعبه
وَربَّ حماماتٍ بكتْ فاستفزَّني
بكاها وَجادتْ بالدموع غواربه
علام البكا لا شملكنَّ مفرقٌ
وَلا الدهرُ تُزجى نحوكنَّ مصائبه
أَثرتنَّ لي وَجدًا وَما كنتُ ناسيًا
وَلكنهما ازدادتْ عليَّ متاعبه
وَطال عليَّ الليلُ حتى حسبته
محتْ آيةَ الإصباحِ جورًا غياهبه
فما هو إِلاّ أنْ بدا الفجرُ ساطعًا
وَشابتْ من الليلِ البهيم ذوائبه
وَغَرَّدَتِ الأطيارُ فوق غصونِها
وَقرب من قلب الشجيِّ رغائبه
هنالك قد أَيقنتُ أنَّ الدجى وَإنْ
تمادى فسيفُ الصبحِ لا شك ضاربه
0 تعليقات