أَتروي قصيدًا أذهبَ النفسَ حسرةً
وَزاد عَلى ما اشتدَّ مِنْ همِّها هَمّا
أَلان لمعناه المقالةَ ربُّه
وَليِّنة المرّان أَنفذها كَلءما
فهاج شجوني والأسى يبعث الأَسى
كأني عَجِيٌّ بات يَدَّكِرُ الأُمَّا
فقلت أُجاريهِ ومن قبل لم يتحْ
ليَ القول حتى خلتُ أَنْ فمي كمّا
وَأَعلم أَني لست أَبلغ شأْوَه
وَلكنْ كلانا نادبٌ سيدًا فخما:
تباريحُ غيظٍ ما أطيق لها كظما
عَلَى الدهر لما أصبح الدهرُ لي خصما
له الويل من رامٍ أَصاب مَقاتلي
عَلَى غرَّةٍ مني فما أَخطأَ المرمى
عجبتُ له لما أصابَ وَلم يخبْ
وَقد حملتْ نحوي نوائبُه ظلما
وَلو كان غير الدهر رام خصومتي
لما كنتُ أَخشى منه حَيْفًا وَلا هَضْما
أَيفرخ روعي أَم تقرُّ مضاجعي
وَقد نزلتْ بي كلُّ داهيةٍ دهما
تتابع أحبابي سراعًا إلى الردى
تخالهمُ لما هووا للثَّرى نجما
فَمَنْ لي بأَنْ أَتلوهمُ غير مبطىءٍ
فقد مرَّ هذا العيشُ من بعدهمْ طعما
أَدور بطرفي لا أرى بعد فقدِهمْ
خليلًا عَلَى البلوى يقاسمني سهما
أَرى الصبرَ عن عثمان خفرًا لعهدِه
كأَني إذا حاوَلته كاسبٌ إثما
بنفسي وَأَهلي والذي ملكتْ يدي
عزيز غزاه الدهرُ فاقتاده رغما
رأيتُ الليالي لا تجودُ بمثلِه
وكيف وقَدْ أصبحنَ عن مثلِه عقما
0 تعليقات