هلمَّ ننشدْ يا صاحبيَّ معًا
قلبًا تلا تلوهمْ وما رَجَعا
وما أُرجّي من خافقٍ قرعتْ
صفاتَه النائباتُ فانصدعا
ساروا وخلّوا بين الضلوعِ أَسى
تقطَّعتْ منه مهجتي قطعا
وَحالَفَ الطرفُ سهدَه فإِذا
راوَدتُهُ النومَ لَجَّ وامتنعا
وَناءَ بالدمعِ جفنُه فإِذا
كَلَّفْتُهُ كَفَّ غربِنِ دَمَعا
والنفسُ جاشَتْ يومَ الفراقِ فما
ترى لها في الضلوعِ متسعا
بانوا بمن لو يشيم طلعتها
كالشمس بدر الدجى ما طلعا
قد صاغها اللهُ آيةً كملتْ
خلقًا وَخُلقًا يا حسنَ ما صنعا
بزَّتْ نساءَ الورى فما بِسِوا
ها الحسنُ والعلمُ والنُهى اجتمعا
فدوحةُ الطهرِ طيَّ بردتِها
ونورُها في جبينها لمعا
(أسماءُ) ترجي ابنَها لملحمةٍ
يطيرُ منها قلبُ الفتى فزعا
أو (الحميرا) تروي محدثةً
ما صَحَّ خبرًا وَطاب مستمعا
أَو (بنت عمرو) تُنشي روائعَها
و (بنت عمران) بعد ذا ورعا
نضتْ ثيابَ الخمولِ وابتدرتْ
للعلم كالهيمِ عاينتْ كرعا
بمثلِ هذي ترقى الشعوبُ إِلى
طودٍ من العزِّ والعلى ارتفعا
سرُّ الشعوبِ الفتاة فهي بما
توليه تجري مع خلقها شرعا
ضلَّ الأُولى يجسبونها وطرًا
وَباءَ بالخسرِ من لذا نزعا
من يصطنعها بالعلمِ والخلقِ الطا
هرِ يعلم إِحسانَ ما اصطنعا
وَناذرُ الجهلِ والرذائلِ هَلْ
يحصدُ إلاّ من الذي زرعا
كانتْ فتاةُ الإِسلامِ في الزمن الخا
لي سراجًا في وَجهه سطعا
أَيام كانتْ تحلُّ من عقدِ الرأْ
ي صعابًا وَتعقدُ البيعا
واهًا لعهدٍ زكتْ به وَسقا
ه اللهُ صوبَ الغمامِ ثم رعى
هبَّتْ عليها نكباءُ زعزع لا
يقال مَعْها للعاثراتِ لعا
فبات ذاك السراجُ منطفئا
والفضل أَمسى في غيهبٍ سكعا
حتى بدا نورُه يبدد من
غياهبِ الجهلِ أَجبلا فرعا
فحيّى (بيروتَ) فهي سابقةٌ
لهدْيِه بل بأُفقِها سطعا
0 تعليقات