رَفَعَتْ سُعُودكمُ على الآفاق
لِلأمن أَسمى قُبَّةٍ ورُواق
ونهَضْتَ نِهضة قادرٍ مُستنصرٍ
مُسْتنجدٍ بالواحدِ الخلاّق
وغدا لك النصر العزيز مفتّحًا
للفتحِ بابًا غيرَ ذي إغلاق
وعفوتَ عن عوفٍ ولولا عفوكُمْ
علق الرَّدى بالحيِّ من علاق
أَمَّنْتَ منهم كلَّ ذي رَوْعٍ كما
أَغنيتَ منهم كلَّ ذي إملاق
فأَتَتْ قبابُهُمُ وجاءَ حريمهمْ
يتحَرَّمون بأَوكدِ الميثاق
ورأوا بحلْمِكَ عنهمُ ورضاكمُ
يومًا يسُرُّ نواظرَ الأَحداق
مِنْ بعد يومٍ فيه قد قضَتِ الظبا
وطرًا مِنَ المُرَّاد والمُرَّاق
أضحى جميعهمُ لسيفك طعمةً
من عارضٍ قد همَّ بالإِصعاق
وغدا جميعهم بسَيْبِكَ يرتوي
من صيِّبٍ قد ظلَّ ذا إغداق
بينا تخاف حضور آجالٍ لها
أَضْحتْ تُرَجِّي حاضرَ الأَرزاق
رُزقوا حَنانَكَ وامتنانك والرضى
من بعد ما خافوا من الإِخفاق
عادتْ حياتهمُ إليهم بعد ما
قد آذنتْ أَجسامُهمْ بفراق
وشدوا بنعماك الَّتي قد طُوِّقوا
شَدْوَ الحمائم في حُلى الأَطواق
فتهنَّ مولانا البشائر واقتبلْ
فَتحًا ونصرًا ساطعَ الإِشراق
وكما نُصِرْتَ على العِدا فيما مضى
فكذاك تُنْصَر في الزَّمان الباقي
0 تعليقات