"أجارك الله؛ هذا الحلفُ والجارُ"
عليكَ لا لك أعوانٌ وأنصار
همْ حكَّموا فإذا التحكيمُ عندهمُ
تحكّمٌ وإذا التخييرُ إجبار
قضيةٌ عجبٌ تُبكي وَتضحكُ سلْ
عن خطبها (الوفدَ) واستشهدْ لها (غارو)
لا يستقيمُ قياسٌ في تناقضِها
ولا يصحُّ عَلَى ما تمَّ معيار
الخصمُ يحكم والقاضي بها هملٌ
والحقُ يُصرعُ والبهتانُ سوّار
إذا المحامي أعان الخصمَ في ترةٍ
فليت شعريَ ممن يُدرك الثار
قلْ للحليفِ وخيرُ القولِ أصدقُه
ما بال جيش توارى وَهو جرَار
من بعد عشرين عاما بين أظهرنا
لم يَحمِ ثغرًا وَلم تُمنع به دار
عهدي به يستثير الطفلُ غضبَتَه
ما باله اليومَ رحبُ الصدرِ صبَّار
أعيذه أن يقولوا عنه: جبّارُ
عَلَى الضعيف وعند البأسِ خوّار
يا لابسَ الثوبِ مزهوًّا بجدّتِه
أُنظرْ فقد علقتْ في ذيلِه النارُ
عساك تزعمُ أنَّ الأمرَ بُتَّ به
"من دون عِلمِكَ؛ هل في ذاك إعذار؟ "
يقضى عَلَى حقِنا بغيًا وَليس لنا
علمٌ، لعمرك هذا الهُوْنُ والعار
ويلُ الضعيفِ وأُفٍّ للقوي إذا
لم يبق للعدلِ إيرادٌ وإصدار
إذا الممالكُ لم ترفعْ قواعدُها
على الأسنةِ فالبنيانُ منهار
قالوا (الجزيرة) لا ترضى بحكمكمُ
ما في (الجزيرة) إلا النفطُ والقار
ديارُ (عمرو بن كلثومٍ) يعيثُ بها
بهزلِ دهركِ إسكافٌ وخمّار
من لاجئٍ وَدخيلٍ وابن سابلةٍ
في ظهرِه من سياطِ (الترك) آثار
(طيّ) و (تغلب) هل نامتْ فوارسُها
فَصال يُرهجُ في الميدانِ حمّار؟
روايةٌ سمجةٌ، صوتُ الملقن من
وراءَ قترته كالرعد هدّار
بني (العروبة) كم من صحيةٍ ذهبتْ
لَوْ يُستثارُ بها الموتى إِذنْ ثاروا
إنَّ الحوادثَ لو أدركتمُ عبرٌ
فأين لا أين ألبابُ وأبصار؟
الرحمُ واشجةٌ والدارُ جامعةٌ
فَلمْ تقطَّع أرحامٌ وأقطار؟
هنتمْ عَلَى كلِّ شعبٍ من تخاذِلكمْ
شأنَ العبيدِ وباقي الناس أحرار
لم تغن كثرتُكم عنكم كأنكمُ
على المزيد ولا أرقام أصفار...
تُخرِّبون بأيديكم بيوتكمُ
جهلًا أكلُّكُمُ يا (عربُ) أغمار
يا ليت شعريَ ماذا يستفزكمُ؟
حمىً مباحٌ وإذلالٌ وإفقار
أرى الحجارةَ أحمى من أُنوفِكمُ
كم أرسلتْ شررًا بالقدحِ أحجار
إخوانُكم في (فلسطين) تنالهمُ
بالسوءِ والعسفِ أنيابٌ وأظفار
(مهد المسيح) و (معراج النبي) و (أو
لى القبلتين) بها لم يأمنِ الجار
كم ريع سربٌ بها بَغْيًا وكَمْ هُتِكتُ
من حرمةِ (الحرمِ القدسيِّ) أستار
أين السوابقُ للجلى إذا نزلتْ
إنَّ الحوازبَ والأحداث مضمار
0 تعليقات