أجمعوا أمرهم وقالوا هو القتل (إرادة قتل الرسول ﷺ وهجرته إلى المدينة) لـ أحمد محرم

أجمعوا أمرهم وقالوا هو القتـ
ـلُ يُميط الأذى وَيشفي الصدورا

كذبوا ما دم الهزبر أما
نيُّ مَهاذيرَ يكثرون الهريرا

لا وربِّي فإنما طلب الكفَّـ
ـارُ بَلًا وحاولوا محظورا

أنَّ نفس الرسولُ أمنع جارًا
من طواغيتهم وأقوى مجيرا

ما لهم؟ هل رمى النبي ترابًا
أم عمًى في عيونهم مذرورا؟

ذهلوا مدةً فلما أفاقوا
أنكروها دَهْياءَ عزت نظيرا

ينفضون التراب من مسَّ منا
كُلَّ وجهٍ فردَّهُ معفورا؟

أين كنا؟ ما بالنا لا نراه؟
ما لأوصالنا تحسُّ الفتورا؟

أمِنَ الحادثات ما يُذهل العا
قِلَ عن نفسهِ ويُعمي البصيرا؟

أين وَلى؟ لقد رمانا بسحرٍ
فسكرنا وما شربنا الخمورا

يا له مُصعبًا لو أنَّا أصبنا
هُ على غرةٍ لَخَرَّ عقيرا

راح في غبطةٍ ورحنا نعاني
أملًا ضائعًا وَجَدًّا عثورا

خيبة تترك الجوانح حرى
يا لها حسرة تشب وتورى

ربِّ آتيتة على القوم نصرًا
فتباركت حافظًا ونصيرا

أنت نجَّيته فهاجر يقضي الـ
ـحق لا خائفًا ولا مذعورَا

يوم ضجت جبال مكة ذعرًا
وتمنت هضابها أن تمورا

تتنزَّى أسى وتمسكها تمـ
ـنعها من ورائه أن تسيرا

هي لولاك لارتمت تقذف الصخـ
ـر وتزجي هباءها المنثورا

هاجها من جوى الفراق وحر الـ
ـوجد ما هاج بيتك المعمورا

كاد يهفو فزدته منك روحًا
فانثنى راجح الجلال وقورا

يا لها من محمد نظرات
زخرت رحمة وجاشت سعيرا

نظرات شجية لا تعد الـ
أهل أهلًا ولا ترى الدور دورا

قال ما في البلاد أكرم من مكـ
ـة أرضًا ولا أحب عشيرا

فاسكني يا هموم نفسي إن
الله أمضى قضاءه المقدورا

إنني قد نذرت لله نفسي
والتقيُّ الوفيُّ يقضي النذورا

نقطع البيد بعد صحب كرام
قطعوا غارب العباب عبورا

كم رشيد آذاه في الله غاو
زاده طائف الهوى تخسيرا

ضرب الصحب في البلاد فأمسوا
لا يصيبون صاحبًا أو سجيرا

في ديار لدى النجاشي غبر
ظل فيها سوادهم مغمورا

وتولى وللأمور مصير
يشتري ربه ويرجو المصيرا

يوم يمشي الصديق في نوره الزا
هي يوالي رواحه والبكورا

ينصر الحق ثائرًا يمنع البا
طل أن يستقر أو أن يثورا

لا يبالي غيظ القلوب ولا يحـ
ـفل في الله لائمًا أو نذيرا

***
أقبل القوم يسألون أتحت التـ
ـرب أم جاور الطريد النسورا

نفضوا الهَضب والجبالَ وشقوا الـ
أرض طرًّا رمالها والصخورا

ويح أسماءَ إذ يجيءُ أبو جهـ
ـل عَلَى خدرها المصون مغيرا

صاحَ أسماءُ أين غابَ أبو بكـ
ـر أجيبي فقد سألنا الخبيرا

قالت العلم عنده ما عهدنا
أَجَم الأسد تستشير الخدورا

فرماها بلطمةٍ تُعرض الأجْـ
ـيال عن ذكرها صوادف صورا

قذفت قرطها بعيدًا ورضت
من وجوه النبي وجهًا نضيرا

إرسال تعليق

0 تعليقات