غارَ ثور أعطاك ربكَ ما لم
يُعط من روعة الجلالِ القُصورا
أنت أطلعت للممالك دنيا
ساطعًا نورها ودينًا خطيرا
صنته من ذخائر الله كنزًا
كان من قبل عنده مذخورا
مخفرُ الحق لاجئًا يتوقى
قام فيه الروح الأمين خفيرا
وقفتْ حوله الشعوب حيارى
من وراء العصور تدعو العصورا
يا حيارى الشعوب ويحكِ إن الـ
ـحق أعلى يدًا وأقوى ظهيرا
لا تخافي فتلك دولته العظـ
ـمى تناديك أن أعدي السريرا
جاءكِ المنقذُ المحرر لا يتـ
ـرك قيدًا ولا يغادر نيرا
ورثَ المالكينَ والرُّسلَ الها
دين بالحق أولًا وأخيرا
الحكيم الذي يهدُّ ويبني
فيجيد البناءَ والتدميرا
والزعيم الذي يسن ويقضي
لبني الدهر غُيَّبًا وحضورا
تترامى الأجيال بين يديه
تتلقى النظام والدُّستورا
ليس في الناس سادةٌ وعبيدٌ
كبر العقل أن يظل أسيرا
خُلِقَ الكلُّ في الحقوق سواءً
ما قضى الله أمره مبتورا
كذب الأقوياءُ ما ظلم الله
وما كان مسرفًا أو قتورا
دَبَّرَ الملك للجميع فسوَّى الْـ
أمر فيه وأحكم التدبيرا
يا نصير الضعافِ حرر نفوسًا
تتمنى الفكاكَ والتحريرا
ضجت الكائنات هل من سفيرٍ
يتلافى الدُّنى؟ فكنت السفيرا
رب آتيتنا هداك وأنزلْـ
ـت علينا كتابك المسطورا
فَلكَ الحمد وافرًا مستمرًّا
ولك الفضل باقيًا مذكورا
0 تعليقات