صغائر افعال الملوك عظائم
وأعراسها في الناكثين مآتِمُ
هو الملك ما أدراك ما الملك دونه
تمرّ حلاوات وتحلو علاقم
ولولا ركوب الليل لم يبلغ الضحى
ولولا الرزايا لم تصحَّ المكارم
بلى ربما ساد امرئ من يسوده
وقام بأمر القوم من لا يقاوم
ولكن يبين الصبح من حالك الدجى
ويغرفُ من نزر المياه الخضارم
ويخشى الفتى من بأسه قبل باسه
وقد تتقى قبل العضاض الأراقم
وما كل من هزّ السيوف مُضاربٌ
ولا كلُّ من لاقى الكماة مصادم
وكل امرئ كان المعزّ إمامَهُ
يضيم ولا يهدي له الضيمَ ضائمُ
فقل لبني العبّاس ردّوا مظالما
فقد آن منكم أن تردّ المظالم
وإلا فردوا للمعز وسالموا
فأسلم أعداء المعزّ المسالم
وما ينقضي حلي الخواتم منكم
وليس لمقطوع اليدين خواتم
لبستم ثياب الملك وهي عمائم
وكيف على الأقزام تلوى العمائم
ألم تأتكم أنباؤه وسماته
على أوجه الأيّام منها مياسم
وحسنُ معانيه التي لو تجسّمت
غدت وهي من حسنٍ خرود نواعمك
وما هد أرض الروم منه وقلقلت
بنا ملكهم من خوفه والدعائم
فجاؤوه من شتى مقرٌّ ومرسلٌ
وفادٍ ومفديٌّ وراض وراغمُ
فألفوه لا الدنيا تميل به ولا
كرائم ما تحوي عليه كرائم
وأشجعهم في مجلس الملك ناطق
وأبينهم في هيبة الملك سالم
وأشجع من عين رأته فلم تَجُد
حشاشةُ نفس أمسكتها الحيازم
ولولا دفاع الأصر عن مهجاتهم
لخانتهمُ أقدامهم والقوائم
فما ظنُّكم ان أيقظ العرض سيفه
إذا كان هذا فعلَهُ وهو قائم
وقالوا بهم فاغمد حسامك جُنّة
فقلت لهم إن السيوف تمائم
وما ضرّ ذا حقّ أباطلُ خصمه
إذا كانت الأقدارُ عنه تُخاصم
وكل بناء أسس البغي أسه
يتاح له من كفّ بانيه هادم
بني الدولة الغراء شيموا سيوفكم
فإني لها الملكَ العراقيَّ شائم
وعزما فقد تعمى عيونُ صيرة
إذا لم يكن كحلَ العيون العزائمُ
فعن معصم الرأي المعزّيّ بطشُكم
وهل تبطش الراحات لولا المعاصم
ولولا هرقل لم يعد ساطعُ الهدى
ولا زال ليليٌّ من الكفر فاحم
فليس الورى منه ولا هو منهمُ
وإن جمعت بين الفروع الجرائم
وقد يدرك الشيئين مشتبهين من
جهات ومنها قائم البغي نائم
وليس من الآنس البهائم إن جرت
مع الإنس في معنى الحياة البهائم
أألله لا تنفكُّ هادمَ عسكر
كأن الذي عبّوا إليك الهزائم
بكلّ بلاد جرّ جيشُك ذيلَه
معالم من أحوالهم لا عوالم
كأن لم يروا فيها لغيرك رايةً
ولا سُمِعت فيها لجيش هماهم
وما من قليل سُدتَ أبناءَ هاشم
وإن كان منهم سادةٌ وأكارم
وفي الجسم أشياءٌ حسانٌ وإنّما
تُخَصُّ بحُسن اللثم منها المباسم
بمصرٍ صبابات إليك وطالما
صرمتَ ولهفي من حبيبٍ يصارم
فروِّ صداها من جيوشك إنّما
هي القلب مهجورًا وهنّ الضراغم
وناد فإن لم تسعَ نحوك أرجُلٌ
سعت طاعةً عنها إليك الجماجم
وما بعدت غايات طاغٍ مصارم
إذا امتُطِيت يوما إليه الصَّوارمُ
فيا ظالم الأموال كيف قدرت أن
تضاف إلى الإنصاف واسمك ظالم
غرُبت ولم تغرب وبنتَ ولم تَبِن
فكلّ ضميرٍ جاهلٍ بك عالمُ
كلّ بليغ في صفاتك أعجَمٌ
وكلُّ ملومٍ في نوالك لائم
فلو تقدر الألفاظ أكثر تَرجمت
ولكنّ هذا ما تُطِيقُ التراجِمُ
0 تعليقات