قد أدبر الليل عنا فا حدُ بالإبل
وإن كفاها صرير البيض والأسل
يخرجن من أيمن الوادي واشمله
وما الاراك به غيرُ القنا الذُّبُل
إنا إذا صحصحانٌ خلته شبحًا
وأشبه الليل درعَ الفارس البطل
لنُذعرُ الحيّ قد نامت صوارِمُهُ
في مضجع الأمن بين الهام والقُلَل
فلا أباكِرُنا تحدو على عجل
ولا سوابقنا تجري على وجل
وقد ينمّ علينا المنزليُّ ضحى
من القباب التي فيهنّ والكللِ
مستخفيات من الأسرار مثقلة
من زاد مثليَ في التوديع والقُبَل
يحملن زولًا خفيفا في مضاجعه
إذا تنقل جنب الرُحَّل الذُّبُل
ما انس لا أنس ما ظنَّ الغيور بنا
وقولَها وقد احمرّت من الخجل
شقيتَ بالبين من زور ألمّ بنا
وحاربتك بنو شيبانَ من رجل
قوم هم ذللة الدنيا لساكنها
والإنسُ فيها لهم والجنُّ كالخوَل
همُ استبدوا بأسلاب الملوك وهم
حزُّوا نواصيَ أهلِ الخيل والحللِ
وهم أجاروا على الأيّام واحتكموا
على المقادير وابتاتوا على الدّولَ
من أوّل الدهر موصولا بآخره
وإن تَسَل عن علاهم فهي لم تزل
وما لحيّ من الأحياء غيرِهِمُ
طول السواعد والقضبان والأسَلِ
المكرمين القنا حتى إذا انكسرت
صدورها طعنوا بالأكعب الفُضُل
ودّت أسنّتهم من طول ما فُصِلت
لو ركّبت منهمُ في الأدرعِ الفُتُلِ
فضربهم في فراش الهامِ ملتهبٌ
من قبل موقعه والطعن في المُقَل
لا يفزعون غداة الروع إن فزعوا
إلا إلى جلل في الحادث الجَلَلِ
والحرب ما لم تكن منهم فوارسها
فالجيش كالنقع والأسياف كالخلل
الباسطين إلى العافي أكفهمُ
بمثل إذا شبهوا بالعارض الهطلِ
وقد درى الغيث أن لو كان أشبههم
لشاب جودَهُم شيءٌ من البضخل
سمعت عن سيد الدنيا وسيد هم
فكان في كل جود غايةَ المُثُلِ
حتى إذا ما أراد الله يُسعدني
رأيته فرأيتُ الناس في رجلِ
الأريحيُّ فما يعطي سوى أملٍ
والهبزريُّ فما يردي سوى بطل
ولست من سخطه المردي على خطر
ما دمت في عفوه المحيي على أمل
يُفكِّهُ السمع بالعذال تعذله
وليس يسعي الندى إلا على العذل
تخفى الجلية إلا عن بصيرته
حتى يكون صواب القول كالخطل
مؤيد باختيار الله يصحبه
ولن ترى في اختيار الله من خلل
فلو تقدم في عصر الفلاسف أو
لو أبصروه لقالوا علةُ العلل
تدبّ في نفس من عادى مكايده
كالسم يقتل في ريث وفي عجل
فتى شهدتُ له بالعلوات كما
شهدتُ لله بالتوحيد والأزل
من آل شيبانَ والموفين إذ عقدوا
لجار بيتهمُ في الأعصر الأول
الضاربين كُليبا فوق مَفرِقِهِ
بالمشرفيّ على نابٍ من الإبل
0 تعليقات