ته ما استطعت فغيرك المملول
يا من به كل الانام عذول
أما هواك فآخذ بقلوبنا
فكأنه الآيات والتنزيل
ولنا بخدك آية لا تنحني
حسنا كما للصبح فيه دليل
فكأن وردا أو كأن بنفسجا
يمسى ويصبح بالحيا مطلول
وبكاس ياقوت الشفاء مدامة
صحبته من صرف الجدان شمول
في حفظ نجلا وبن حد ظباهما
كل النفوس به دم مطلول
آجالنا فيه الفرتد كأنه
المرآة شكلا وهو فيه شكول
صنم لبست الغي فيه وبزتي
أثواب هافيتي ضنى ونحول
عجبا أحل دمي وما جنس الدما
من شأنه التحريم والتحليل
يجنى فارضي وهو ممتنع الرضى
فكأنني بجناية معفول
سلب الحياة وملني متفرا
وثناه عني كاشح وعذول
لا يستميل الود غصن قوامه
فكما يميل اليك عنك يميل
يهوى التصابي والدلال برده
وبرده خط العذار كفيل
في كل يوم لي اليه صبابة
ورسائل ووسائل ورسول
وأميل نحو محدثي لحديثه
فكأنه ماء وفي غليل
فالقلب صب ان دنا مذهول
والصب قلب ان نأى متبول
والعقل شيء لا لديه ولا معي
والسمع باب بعده مقفول
أذكى نواه السهد فاحترق الكرى
فرماده بمدامعي مجبول
فلذاك دمعي كالجماد مجسد
من مقلة قرحي عليه تسيل
أنا والنهار عليه أن عز اللقا
طرف ولكن بالقذى مكحول
والليل حجب مثلها دون المنى
يفنى المحب وذيلها مسدول
والداء اقتله الرقيب وانه
في الحب كالحرمان فيه دخيل
جهل الغرام وحازكن نتيجة
ياليت مثلي في هواك جهول
أوليت عشقي وهو اخطر علة
لو ان عاذلنا بها معلول
أوليت من نصر الوشة وملني
لا ذبت عشقا فيه وهو ملول
افنيت ايام الشهيبة حسرة
وبلاه لا ضم ولا تقبيل
وكأنما الايام لم تسمح لنا
فأبى يطوق ساعدي تليل
وكأن للايام عهدا عندنا
وكأنني وحدي به المسؤل
وتعذر المأمول اوجب قصدنا
قاضي القضاة فعنده المأمول
المصدر العافين قبل ورودهم
غرقى كأن براحتيه سيول
والمفرغ السحر الحلال قوافيا
تزدان منه الغادة العطبول
قاض بسوق له الغريم غريمه
حقدا ويرجع عنه وهو خليل
يقضي فيرضي الجانبين فراسة
فكأنما اوحى له التخييل
وفد الشريعة روضة زهيت به
والروض ان وفد الغمام خضيل
وعلى الحقيقة فالشريعة محرم
ولها الجناب المولوي بعول
يا من تقاد له الفضائل عسكرا
والجهل جيش دونها مقتول
حزت المحامد والمناصب يافعًا
وسعى لبابك شيب وكهول
تمتاز في الفضلاء قدرا مثلما
يمتاز دون الفاضل المفضول
ان باحثوك فبحث قدرك مشكل
ما غير مولانا له التأويل
او شبهوك فصبح فضلك شاهد
ان ليس بوجد للصباح مثيل
انثت عليك المشكلات وعقدها
من قيد ألسنة الورى محلول
وسللت عزمك فالعلا صمصامة
يرتد عنها الدهر وهو كليل
فاغمده حظي ما استطعت فأنه
جفن لعضب ليس فيه فلول
أنت الكريم وجد مثلي عاثر
فاقل عثاري فالكريم مقيل
انا من اباح له النجوم قوافيا
طبع له ماضي الغرار صقيل
انا بدر آفاق القريض من الصبا
وشموس فضلى في البلاد تجول
انا وارث الكلمات عن هاروميها
ولديك منه شواهد وعدول
انا من رأيت الناس ثم رأيته
فامتاز عن ماء الحياة النيل
فانقده نقدك للرجال فإنه
الا بريز لكن جللته وحول
ولقد اجلك ان تكون ولم أكن
في موقف للشعر فيه دخول
والعشق حزن لا يجاب وانما
مثلي له كل الحزون سهول
ركب المنايا اينقا ورمى بها
في مهمه فيه الغدو قفول
لا يترك اللذات وهي مذلة
ومتى تعز النفس وهو ذليل
خشن الثياب واروع في حليها
فاعجب لليث والثياب الغل
مل الزمان وكل من أملته
ان لم يفدك صنيعه مملول
ينحك في طمريه مثل الدر في
الأصداف لكن في الثرى مبذول
وكفى بمثلي ان بين ضلوعه
نفسا لها مرقى النفوس نزول
ولئن تكن شقت جيوب ملابسي
لتجر لي في العاشقين ذيول
لا يعلم العضب الثمين نجاده
ما لم يكن من غمده مسلول
واليكها غراء ملء فم المنى
جاءتك في حلل العفاف تذيل
في منعة عن ان تماشي ظلها الاطما
ع او يقتادها التطفيل
تشتاق رؤيتها العيون كأنها
رقم الخدود محبب وجميل
ومقالها عند الكرام كأنه
عتب الحبيب على الرضى محمول
فاستجلها زهرا علاك سماؤها
والبدر أنت فلا لقيك افول
اما وسؤددك المجسد فضله
قسما ومجدك فيه وهو اثيل
ما كنت لولا انت اهل قائلا
شعرًا وإني ان ترد لفؤول
فالمجد انت وكلهم لك طالب
والفضل انت وما عداك فضول
0 تعليقات