أقصر فكل طالب سيمل لـ الأعشى

أَقصِر فَكُلُّ طالِبٍ سَيَمَلُّ
إِن لَم يَكُن عَلى الحَبيبِ عِوَل

فَهُوَ يَقولُ لِلسَفيهِ إِذا
آمَرَهُ في بَعضِ ما يَفعَل

جَهلٌ طِلابُ الغانِياتِ وَقَد
يَكونُ لَهوٌ هَمُّهُ وَغَزَل

السارِقاتِ الطَرفَ مِن ظُعنِ الـ
ـحَيِّ وَرَقمٌ دونَها وَكِلَل

فيهِنَّ مَخزوفُ النَواصِفِ مَسـ
ـروقُ البُغامِ شادِنٌ أَكحَل

رَخصٌ أَحَمُّ المُقلَتَينِ ضَعيـ
ـفُ المَنكَبَينِ لِلعِناقِ زَجِل

تَعُلُّهُ رَوعى الفُؤادِ وَلا
تَحرِمُهُ عُفافَةً فَجَزَل

تُخرِجُهُ إِلى الكِناسِ إِذا اِلـ
ـتَجَّ ذُبابُ الأَيكَةِ الأَطحَل

يَرعى الأَراكَ ذا الكَباثِ وَذا الـ
ـمَردِ وَزَهرًا نَبتُهُنَّ خَضِل

تَخشى عَلَيهِ إِن تَباعَدَ أَن
تَغنى بِهِ مَكانَهُ فَيَضِل

ذَلِكَ مِن أَشباهِ قَتلَةَ أَو
قَتلَةُ مِنهُ سافِرًا أَجمَل

بَيضاءُ جَمّاءُ العِظامِ لَها
فَرعٌ أَثيثٌ كَالحِبالِ رَجِل

عُلَّقتُها بِالشَيِّطَينِ فَقَد
شَقَّ عَلَينا حُبُّها وَشَغَل

إِذ هِيَ تَصطادُ الرِجالَ وَلا
يَصطادُها إِذا رَماها الأَبَلّ

تُجري السِواكَ بِالبَنانِ عَلى
أَلمى كَأَطرافِ السَيالِ رَتِل

تَرُدُّ مَعطوفَ الضَجيعِ عَلى
غَيلٍ كَأَنَّ الوَشمَ فيهِ خِلَل

كَأَنَّ طَعمَ الزَنجَبيلِ وَتُفـ
ـفاحًا عَلى أَريِ الدَبورِ نَزَل

ظَلَّ يَذودُ عَن مَريرَتِهِ
هَوى لَهُ مِنَ الفُؤادِ وَجَل

نَحلًا كَدَرداقِ الحَفيضَةِ مَر
هوبًا لَهُ حَولَ الوَقودِ زَجَل

في يافِعٍ جَونٍ يُلَفَّعُ بِالـ
ـصَحرى إِذا ما تَجتَنيهِ أَهَل

يُعَلُّ مِنهُ فو قُتَيلَةَ بِالـ
ـإِسفِنطِ قَد باتَ عَلَيهِ وَظَل

لَو صَدَقَتهُ ما تَقولُ وَلا
كِنَّ عِداتٍ دونَهُنَّ عِلَل

تَنأى وَتَدنو كُلُّ ذَلِكَ مَعـ
ـلا هِيَ تُعطيني وَلا تَبخَل

قَد تَعلَمينَ يا قُتَيلَةُ إِذ
خانَ حَبيبٌ عَهدَهُ وَأَدَل

أَن قَد أَجُدُّ الحَبلَ مِنهُ إِذا
يا قَتلُ ما حَبلُ القَرينِ شَكَل

بِعَنتَريسٍ كَالمَحالَةِ لَم
يُثنَ عَلَيها لِلضِرابِ جَمَل

مَتى القُتودُ وَالفِتانُ بِأَلـ
ـواحٍ شِدادٍ تَحتَهُنَّ عُجُل

فيها عَتادٌ إِذ غَدَوتُ عَلى الـ
ـأَمرِ وَفيها جُرأَةٌ وَقَبَل

كَأَنَّها طاوٍ تَضَيَّفَهُ
ضَربُ قِطارٍ تَحتَهُ شَمأَل

باتَ يَقولُ بِالكَثيبِ مِنَ الـ
ـغَبيَةِ أَصبِح لَيلُ لَو يَفعَل

مُنكَرِسًا تَحتَ الغُصونِ كَما
أَحنى عَلى شِمالِهِ الصَيقَل

حَتّى إِذا اِنجَلى الصَباحُ وَما
إِن كادَ عَنهُ لَيلُهُ يَنجَل

أَطلَسَ طَلّاعَ النَجادِ عَلى الـ
ـوَحشِ ضَئيلًا مِثلَ القَناةِ أَزَل

في إِثرِهِ غُضفٌ مُقَلَّدَةٌ
يَسعى بِها مُغاوِرٌ أَطحَل

كَالسيدِ لا يَنمي طَريدَتَهُ
لَيسَ لَهُ مِمّا يُحانُ حِوَل

هِجنَ بِهِ فَاِنصاعَ مُنصَلِتًا
كَالنَجمِ يَختارُ الكَثيبَ أَبَل

حَتّى إِذا نالَت نَحا سَلِبًا
وَقَد عَلَتهُ رَوعَةٌ وَوَهَل

لا طائِشٌ عِندَ الهِياجِ وَلا
رَثُّ السِلاحِ مُغادِرٌ أَعزَل

يَطعَنُها شَزرًا عَلى حَنَقٍ
ذو جُرأَةٍ في الوَجهِ مِنهُ بَسَل

إرسال تعليق

0 تعليقات