يا لقيس لما لقينا العاما لـ الأعشى

يا لَقَيسٍ لِما لَقينا العاما
أَلِعَبدٍ أَعراضُنا أَم عَلى ما

لَيسَ عَن بَغضَةٍ حُذافَ وَلَكِن
كانَ جَهلًا بِذَلِكُم وَعُراما

لَم نَطَأكُم يَومًا بِظُلمٍ وَلَم نَه
تِك حِجابًا وَلَم نُحِلَّ حَراما

يا بَني المُنذِرِ بنِ عَبيدانَ وَالبِط
ـنَةُ يَومًا قَد تَأفِنُ الأَحلاما

لِم أَمَرتُم عَبدًا لِيَهجُوَ قَومًا
ظالِميهِم مِن غَيرِ جُرمٍ كِراما

وَالَّتي تُلبِثُ الرُؤوسَ مِنَ النُعـ
ـمى وَيَأتي إِسماعُها الأَقواما

يَومَ حَجرٍ بِما أُزِلَّ إِلَيكُم
إِذ تُذَكّي في حافَتَيهِ الضِراما

جارَ فيهِ نافى العُقابَ فَأَضحى
آئِدُ النَخلِ يَفضَحُ الجُرّاما

فَتَراها كَالخُشنِ تَسفَحُها النيـ
ـرانُ سودًا مُصَرَّعًا وَقِياما

ثُمَّ بِالعَينِ عُرَّةٌ تَكسِفُ الشَمـ
ـسَ وَيَومًا ما يَنجَلي إِظلاما

إِذ أَتَتكُم شَيبانُ في شارِقِ الصُبـ
ـحِ بِكَبشٍ تَرى لَهُ قُدّاما

فَغَدَونا عَلَيهِمُ بَكَرَ الوِر
دِ كَما تورِدُ النَضيحَ الهِياما

بِرِجالٍ كَالأَسدِ حَرَّبَها الزَجـ
ـرُ وَخَيلٍ ما تُنكِرُ الإِقداما

لا نَقيها حَدَّ السُيوفِ وَلا نَأ
لَمُ جوعًا وَلا نُبالي السُهاما

ساعَةً أَكبَرَ النَهارِ كَما شَلـ
ـلَ مُخيلٌ لِنَوئهِ أَغناما

مِن شَبابٍ تَراهُمُ غَيرَ ميلٍ
وَكُهولًا مَراجِحًا أَحلاما

ثُمَّ وَلّوا عِندَ الحَفيظَةِ وَالصَبـ
ـرِ كَما يَطحَرُ الجَنوبُ الجَهاما

ذاكَ في جَبلِكُم لَنا وَعَلَيكُم
نِعمَةٌ لَو شَكَرتُمُ الإِنعاما

وَإِذا ما الدُخانُ شَبَّهَهُ الآ
نُفُ يَومًا بِشَتوَةٍ أَهضاما

فَلَقَد تُصلَقُ القِداحُ عَلى النَيـ
ـبِ إِذا كانَ يَسرُهُنَّ غَراما

بِمَساميحَ في الشِتاءِ يَخالو
نَ عَلى كُلِّ فالِجٍ إِطعاما

وَقِبابٍ مِثلِ الهِضابِ وَخَيلٍ
وَصِعادٍ حُمرٍ يَقينَ السِماما

في مَحَلٍّ مِنَ الثُغورِ غُزاةٍ
فَإِذا خالَطَ الغِوارُ السَواما

كانَ مِنّا المُطارِدونَ عَنِ الأُخـ
ـرى إِذا أَبدَتِ العَذارى الخِداما

إرسال تعليق

0 تعليقات