فديتكَ زائرًا في كلِّ عامٍ
تحيِّ بالسلامةِ والسلامِ
وتُقبِلُ كالغمامِ يفيضُ حينًا
ويبقَى بعدَهُ أثرُ الغَمامِ
وكم في الناسِ من دَنِفٍ مَشوقٍ
إليكَ وكمْ شجيِّ مُستهامِ
رمزتُ لهُ بألحاظِ الليالي
وقد عيَّ الزمانُ عنِ الكلامِ
فظلَّ يعدُّ يومًا بعدَ يومٍ
كما اعتادوا لأيَّامِ السِّقامِ
ومدَّ لهُ رواقُ الليلِ ظِلًا
ترفُّ عليهِ أجنحَةُ الظلامِ
فباتَ وملءَ عينيهِ منامٌ
لتنْفُضَ عنهُما كَسَلَ المَنامِ
ولم أرَ قبلَ حبَّكِ من حبيبٍ
كفى العُشاقَ لوعاتِ الغرامِ
فلو تدرِ العوالمُ ما درينا
لحنتْ للصلاةِ وللصيامِ
بني الإسلامَ هذا خيرُ ضيفٍ
إذا غَشَيَ الكرِيمُ ذرى الكِرامِ
يلُمكمْ على خيرِ السجايا
ويجمعكُم على الهِمَمِ العِظامِ
فشُدُّوا فيهِ أيديكُم بعزمٍ
كما شدَّ الكَمِيُّ على الحُسامِ
وقوموا في لياليهِ الغوالي
فما عاجتْ عليكُم للمُقامِ
وكم نفرٍ تغرهمُ الليالي
وما خُلقوا ولا هيَ للدَوامِ
وخلوا عادةَ السفهاءِ عنْكم
فتِلكَ عوائدُ القَومِ اللئامِ
يُحلُّونَ الحَرَامَ إذا ما أرَادوا
وقد بَانَ الحلالُ منَ الحرامِ
وما كلُّ الأنامِ ذوي عُقولٍ
إذا عدَّوا البَهائِمَ في الأَنامِ
ومن روتْهُ مرضَعةُ المعاصي
فقد جاءَتهُ أيَّامُ الفِطامِ