رمضان حل مبشرا ونذيرا لـ ربيع جرارعة

رمضانُ حلّ مُبشّرًا ونذيرا
فوأدتُ في لحد الجنان زفيرا

وثنيتُ هاماتِ القريض مهابةً
فتبلّجتْ لغة القصيد سرورا

ورشفتُ من تُرَع الهُدى مُتعللًا
كأسًا وكان مزاجُها كافورا

يا ليت شعري إذ أتى في حُلّةٍ
يتدثّرُ الشهرُ الدمقسَ حريرا

يُنبي مُحيّاهُ الأمانَ نضارةً
والوجهُ شمسٌ إذ يُشعشعُ نورا

نادى فلبّى الخلقُ حيّاكَ الذي
سَمَكَ السماءَ وكبّروا تكبيرا

وأتى على ربعٍ صَوادٍ في الفلا
فرواهمُ عذبَ الصيام نميرا

وأتى على فحش الحياةِ ففتّهُ
سلّ الصفيحَ الأبيضَ المشهورا

أزّ الوساوسَ في مُشاش عظامهمْ
بلْ هدّ مَن كان الغداة كفورا

وأحالَ من بؤس الفقير صيامُهُ
عبدًا تملّكَ في الجِنان قصورا

وأدالَ مِنْ أغنى الأنام جحودُهُ
جيدًا تصعّرَ فالتوى مبتورا

أهلًا بركب الخِير حطّ رحالُهُ
رُبَعٌ بَرَكْنَ وقد نزلنَ الطورا

فتساجلتْ مِللُ الفحول لقاءَهُ
فقصمتُ شعرَ الشنفرى وجريرا

وسَمَوتُ كي أطأ اللجامَ لأدهمٍ
وعليه شهرٌ عزّ منهُ نظيرا

فهوتْ حروفي دونَ قعْب مناسمٍ
وتفجّرَ الخفّاقُ لي تفجيرا

وترقرقتْ فيّ المشاعرُ رطبةً
وسَفحْتُ من دمع الفؤادِ بُحورا

وطفقتُ أنعمُ سحرَ طيفٍ ليلكٍ
نفحَ الفضائلَ للأنام عَبيرا

وانهالَ مِن مُزنٍ فراتٍ بردُهُ
فروى الخلائقَ لؤلؤًا منثورا

باحتْ لنا مِن صمتهِ كلماتُهُ
ها قد أتيتُ فهاكمُ المقدورا

إنّي فريضةُ ربّ جلّ موحّدٍ
ما زلتُ،في رقّ الهدى مسطورا

فاصدفّ خنا الأيّام دهرًا غابرًا
وارجعْ لربّكَ خاضعًا مفطورا

وانفضْ من العَبَراتِ ذنبَكَ مؤمنًا
أنْ كان ربّكَ للذنوب غفورا

فالجَدّ يأتي في السنيّةِ مرّةً
مَثلًا توشّمَهُ الورى محفورا

واعملْ لرمسٍ مُظلمٍ ودِجنّةٍ
حتى تجاوزَ مُنكَرًا ونكيرا

خسئَ الذي تبعَ الضلالة والغوى
ويَبُلّ مَن ذرعَ الصّيامَ صبورا