أصم بك الناعي وإن كان أسمعا لـ أبي تمام

أَصَمَّ بِكَ الناعي وَإِن كانَ أَسمَعا
وَأَصبَحَ مَغنى الجودِ بَعدَكَ بَلقَعا

لِلَحدِ أَبي نَصرٍ تَحِيَّةُ مُزنَةٍ
إِذا هِيَ حَيَت مُمعِرًا عادَ مُمرِعا

فَلَم أَرَ يَومًا كانَ أَشبَهَ ساعَةً
بِيَومي مِنَ اليَومِ الَّذي فيهِ وَدَّعا

مَصيفٌ أَفاضَ الحُزنُ فيهِ جَداوِلًا
مِنَ الدَمعِ حَتّى خِلتُهُ عادَ مَربَعا

وَوَاللَهِ لا تَقضي العُيونُ الَّذي لَهُ
عَلَيها وَلَو صارَت مَعَ الدَمعِ أَدمُعا

فَتىً كانَ شَربًا لِلعُفاةِ وَمَرتَعًا
فَأَصبَحَ لِلهِندِيَّةِ البيضِ مَرتَعا

فَتىً كُلَّما ارتادَ الشُجاعُ مِنَ الرَدى
مَفَرًّا غَداةَ المَأزَقِ ارتادَ مَصرَعا

إِذا ساءَ يَومٌ في الكَريهَةِ مَنظَرًا
تَصَلّاهُ عِلمًا أَن سَيَحسُنُ مَسمَعا

فَإِن تُرمَ عَن عُمرٍ تَدانى بِهِ المَدى
فَخانَكَ حَتّى لَم يَجِد فيكَ مَنزَعا

فَما كُنتَ إِلّا السَيفَ لاقى ضَريبَةً
فَقَطَّعَها ثُمَّ انثَنى فَتَقَطَّعا

إرسال تعليق

0 تعليقات