نُجَلّي ببازِيٍّ عيونَ ذَوي النُهى
إليهِ لأبصار المَحاسنِ صُورُ
مكان سوادِ العَينِ مِنهُ عَقيقةٌ
وَتبرٌ عَلى خَطِّ السوادِ يَدورُ
تَمورُ إذا ما رنَّقَت في مآقِها
كما مار مِن ماءِ الزُجاجَةِ نورُ
فإن جحظَت عضنهُ استَوى في مدارِهِ
وإن مالَ عَن لحظٍ فَفيه شُطورُ
لَهُ قُرطقٌ البنائق أنمَرٌ
مُفوَّفُ ضاحي الشَقَّتَينِ طَريرُ
وَمِن تَحتِهِ دِرعٌ كأَنَّ رُقومَهُ
تعاريجُ وَشيٍ أَرضهنَّ حَريرُ
كأنَّ اندِماجَ الريشِ مِنهُ حبائِكٌ
بعقبِ سحاباتٍ لَهُنَّ نُشورُ
لَهُ هامَةٌ مَلساءُ إمّا قذالها
فموفٍ وإمّا جيدُها فقَصيرُ
ململمةٌ فرعاءُ لولا شكيرها
لقلت مَداكٍ ضُمِّنَتهُ صخورُ
معصَّبةٌ بالقِدِّ ذات نواشرٍ
لها من خطاطيف الحديد ظفور
لهُ مِنسَرٌ يحكي من الظَبي رَوقَهُ
إذا تمَّ للتجبير منه سطورُ
له فُرَقٌ فوقَ القذالِ كأنَّها
ولم يَعرُهُ وَخطُ القَتيرِ قَتيرُ
تَخَيَّرهُ القَنّاصُ من بين عصبةٍ
لهم عند فخرِ القانصينَ فخورُ
وهَذَّبَهُ حتى كأنَّ ضميرَهُ
له دون ما تهوى النفوس ضميرُ
أتانا بهِ من رأسِ خلقاءَ حَزنةٍ
لها فَوقَ أرآدِ الشعاف ذرورُ
مؤلَّلةٍ جَلسٍ إذا الطرف رامها
أعادت إليه الجفن وهو حسير
كآدٍ تحامها الأنوق فما لها
بأحضانها دون الرؤوس وكور
سباهُ صغيرًا فاستمرَّ بحزمِهِ
وردَّ إليه العزمَ وهوَ كبيرُ
يقطِّع أسحار البغاث كأنَّما
له في نحور البائسات ثؤور
يُبَوَّأ أيدي مالكيه كأنه
على آمريه في الجلال أميرُ
0 تعليقات