ظهرت عجائب قدرة الرحمن
وبدا الصباح لمن له عينان
من كان في شك فقد كشف الغطا
لا شك بعد إقامة البرهان
ظنوا بأن الله مخلف عبده
ميعاده المقروء في القرآن
لا والذي جعل العوقب للتقى
والخرزى عقبى عصبة الشيطان
ما النصر والتوفيق إلا هكذا
لك جملة الأنصار والاعوان
من كان في نصر الإله مشمرا
لم يخطه نصر من الرحمن
أو ما رأيت ذؤال كيف تضايقت
بهم مسالك فرقة الأوطان
وفراقها قد كان من شهواتهم
حرصا على الإِفساد والطغيان
كانوا يرون الموت عارا عندهم
مالم يكن في معرك وطعان
ويرونه أدنى وأهون عندهم
في خطة تغشاهم بهوان
حتى ملكت الأرض غير معارض
فيه بقول فلّ ورأي فلان
واخترت ربك وحده لك صاحبا
اكرم به من صاحب معوان
فتفرقت تلك الجموع وادعت
لك بالخضوع وما التقى الجمعان
ورأت ذؤال العز في الذل الذي
خرت لديك به على الأذقان
قادوا الخيول فأعطيت أعداؤهم
لتغيظهم فتضاعفا ذلان
وعلمت عن دبسان إذ عبثت به
أهل الحصون الشم من ملحان
فنهضت قبل الجيش لاستنقاذه
كالليث لا وكلا ولا متواني
وصدمتهم صدم الزجاجة بالصفا
فتطايروا كتطاير الغربان
وطويتها طي السجل صياصيًا
شم الذرى مرفوعة الأركان
خسروا فلا سلمت حصونهم لهم
منكم ولا حصلوا على دبسان
إن المتاجر في خلافك ماله
ربح يفوز به سوى الخسران
يا أيها المنصور يا نعم الضيا
يا نجل أحمد يا عظيم الشان
أرايت أعجب من خلاف قد جرى
وتغلب بالامس في رحبان
ومن الخضوع اليوم منهم والرضى
بعد الإِبا بالذل والاذعان
فلقد أراك الله من آياته
عجبا يزيل الشك بالإِليهان
أحسنت ظنك بامرىء قلدته
والمرء مخدوع على الإِيمان
او ما هممت بان يزيل عن الهدى
كتبا هدمن قواعد الإِيمان
فثناك عنها من ثناك مخوفا
أن لا يصيب مواقع الإِحسان
وعرفته فقصدته حبا له
ونصحته لا رده بلساني
والأمر يومئذ بعلمك أمره
فأبى عليّ وجد في العصيان
ورجعت عنه وما يئست لأنه
يرنو بعقل وافر وجنان
فأتاه من حيث الأمان إلهه
إذ كان قلبك في يد المنّان
والله يمهل في العقوبة عبده
ما شاء لا في سائر الأحيان
رام اضطهاد الدين في إقباله
والشرك في الإِدبار والايهان
وأتى يحاول والقضا يدعو به
ماذا لما حاولته بزمان
فثنى فؤادك عنه ربك مثلما
لك كان عن نصر بربك ثاني
وأردت أن ترضى وربك لم يرد
فهجرته هجر الملول الشاني
والله والله العظيم إلية
منى هي العظمى من الإِيمان
ما كل ذا منكم عليهم قسوة
لكن مالك بالقضاء يدان
لو عاد عدت ولو تراجع للهدى
لرجعت نحو العفو والغفران
ما في وزيرك غيرها من وصمة
فارفق به ترجع إلى الإِيمان
ولقد أعدت عليه بعد صدودكم
عنه نصيحة مشفق حنان
وحلفت أن أرضى الإِله بتوبة
ليفوز منك عليه بالرضوان
ثقة بما وعد الإله عبيده
أن يجزي الاحسان بالاحسان
وأعدت أخرى ثم أخرى بعدها
نصحا فما أصغت له أذنان
ولقد رأينا للاله عناية
بك لا تحيج إلى مزيد بيان
فيها لنا وله جميعا عبرة
إن كان تمييز مع الإِنسان
قصص رأيت الحق فيها بينا
فازددت إيمانا على إيمان
من حب للدنيا الملوك فانني
للدين أحمد صحبة السلطان
ملك على التقوى تأسس والرضى
لا يمترى في يمنه اثنان
فابشر فربك عنك راض والورى
راضون في الاسرار والاعلان
0 تعليقات