ما زلن في طاعاتك الأقدار
مأمورة تجرى لما تختار
فإذا هممت بمستحيل لم يكن
من كونه بد ولا أعذار
كلفت طبع الماء الصعود فاصبحت
تجرى العيون بأرضك الأمطار
قد صار بطن الأرض يسقى ظهرها
فلمن يرجى الديمة المدرار
فخر السماء على البسيطة كلها
في القطر ليس لها سواه فخار
فإذا شققت عيون أرضك صنتها
من جل منتها وزال العار
فغدا وهذا القطر حولك جنة
خضراء تجرى تحتها الأنهار
يا خارق العادات أمرك معجز
في كله تتحير الأفكار
مسعاك في العلياء لا تقفو به
أثرا ولا تعفى له آثار
أنت الجواد فلا تقاس بماجد
خطو الخيول مع السيول قصار
لو كان مطلب بعض وفدك في السما
ما حال جون بلوغه المقدار
وأقل جدواك الأماني كلها
وأقل أمنية هي الاكثار
نفس الذي تعطيه يجبن هيبة
عن أخذ ما أعطيته وتحار
ملأت أشعتك الخلافة بهجة
وضيًا فانت الشمس وهي نهار
يا أيها الملك الممهد من به
يرجى ويخشى النفع والأضرار
مادار شكرك بين ألسنة الورى
إلا وجودك بينهم مدرار
ما راع سيفك كل ناكث بيعة
وبحدِّه كم قطعت به أَعمار
فالله جارك حيث أنت لخلقه
وبلاده من كل سوءٍ جار
0 تعليقات