في الصلح راسل دهر راح غضبانا
ودر طاعته فازداد عصيانا
وهل علي وقد أجملت في طلبي
عار إذا لم أجد في الأمر إمكانا
خفض عليك وعز النفس إن جزعت
فالأمر صعب وإن هونته هانا
وأحسن كما شئت أو لا يازمان فما
يلين جنبي إن ذو لومة لانا
عركتني بالاذى عرك الاديم فما
راجيت في مؤمن بالله إيمانا
أكان عن جوعة يا دهر أكلك لي
فليت شعري متى ألقاك شبعانا
أنمت عينك دون المر تطلبه
غير وإن رمته استنهضت يقظانا
وهبك نمت وعرضت المطامع لي
فلست أرضى لنفسي كلما كانا
كم قد وردت على ماء وبي عطش
فرحت عنه كما قد جئت عطشانا
قد ذادني حب نفسي عن موارده
وربما كان حب النفس حرمانا
فالموت أحسن من عيس نعدّ به
ممن يسام على دعواه برهانا
ففي القناعة فاجعل في يديك بها
للنفس عن ريبة الأطماع أرسانا
واسترزق الله مما في خزائنه
أعني خزائنه اللاتي لمولنا
من خالق الخلق والدنيا ونائبه
فيها على خلقه ملكا وسلطانا
يبني المعالي رفيعات قواعدها
سمكا وينشي لما يبنيه سكانا
يدافع الدهر دون المستجير به
ويوسع المجتدي برا وإحسانا
فاشدد بديد بحبل منه معتصما
من صولة الدهر والق الدهر وسنانا
نفسي فداء أبي العباس إن له
نفسًا تحب الندى سرًا وإعلانًا
أشكو له البعض من حالي وأكتمه
بعضًا لئلا يقولوا قال بهتانا
ولو يلاقي الذي لاقيته حجرًا
من الحجارة ولو تورى له لانا
لو شاء من ملكت رقي فواصله
مابت في ربقة الأحزان حيرانا
ولا تمنيت طول البعد من وطني
ولا تبدلت بالجيران جيرانا
لعل نظرة عطف منه تدركني
أبيت فيها قرير العين جذلانا
كانت تكفر عن دهري خطيئته
وكنت أوسعه صفحا وغفرانا
يا سحاب الرضا جودي على بلد
جرى بها اضرم الاعراض نيرانا
0 تعليقات