خذوا لي من سعدى أمانا من الهجر
فمالي على هجر الأحبة من صبر
وما الهجر من سعدى علي بهين
فاسلو ولا قلبي صفاة من الصخر
إلى الله أشكو أن في القلب لوعة
فقلبي من فوق الفراش على جمر
أبيت فلا جفني يكف دموعه
ولا غلة الأشواق تبرد من صدري
وما غمضت استغفر الله مقلتي
نعم غمضت لكن على دمعة تجري
لقد كثر الواشون عني وزوروا
علي حديثا لا ببطني ولا ظهري
وسدوا طريق الصلحي بيني وبينها
فما قبلت مني ولا سمعت عذري
لئن حجبوها من مسارح ناظري
فما حجبوها عن خيالي ولا فكري
وعهدي بسعدي يدرك الصب عطفها
ويحمل عن مشاقها نوب الصبر
فوا أسفا مالي هلكت من الأسى
وفي يدها نفعي وفي يدها ضري
هل العيش الا ان يساعدني النوى
بوصلك يا سيدي ويسعدني دهري
أحن إلى وادى العقيق واهله
كمثل حنين الأم للولد البكر
وأذكر أياما حمد لأجلها
زماني وما أنفقت فيها من العمر
عسى عطفة منكم يهب نسيمها
وتأتي بلطف الله من حيث لا أدرى
حملت من الاشجان مالا أطيقه
فيا ليتني حملت فيها على قدري
فياليت من اهواه يرثى ويرعوي
ويغنم في وصلي عظيما من الأجر
سلوا الليل لا والله ما كف مدمعي
ولا ذقت طعم النوم فيه إلى الفجر
وكيف يذوق النوم حيران مدنف
يبيت من الأفكار يسبح في بحر
لعل رسولا منك يقبل بالرضا
فيلقاه قلبي بالبشائر والبشر
لعل لياليك القصار تعود لي
فأقطعها بين الأحاديث والذكر
وأجني ثمار الوصل منها وقد دنت
سوالف بحر من مشوق إلى بحر
وقد ألبستني خمرة الوصل نشوة
ثملت بها زادت على نشوة الخمر
ودارت علينا للعتاب سلافة
أفاضت دموع العين كاللؤلؤ النثر
عسى مالتعس سفيه للقلب راحة
وان لم يكن فيه شفى علة الصدر
رجوت الأماني حيث كانت وعودها
لنا عن أبي العباس نقشا على صخر
إذا وعد تنا عنه وعدا نفوسنا
قبضنا بأيدينا على ذلك الأمر
مليك قريب حين يهتف باسمه
إلى الخير والحسني بعيد من الشر
صفوح عن الجاني بطيء عقابه
عجول إلى التقوى سريع إلى البر
جواد يفوت الريح سبقا إلى العلا
ويزري على الأنوا بنائله الغمر
خليفة رب العالمين أمينه
على السر في أمر الخلائق والجهر
يحامي عن الدين الحنيف وأهله
بهندية بيض وخطية سمر
وينصر أمر الله فيها ولم يزل
يورح ويغدو في الكلاءة والنصر
أقام قناة الحق بعد اعوجاجها
وشيد أركانا من المجد والفخر
وأنشا عطايا الوفد من رتب العلا
وألحق بالمثرين منا ذوي الفقر
وقام مقاما يعلم الله أنه
مقام أمين فاز بالحمد والأجر
سميع مجيب دعوة العبد إذ دعا
جواد كريم يبدل العسر باليسر
ملي بإرشاد الورى متكفل
بإصلاح من بالبدو منهم وبالحضر
فطورا بتقريب ونوع من الرضا
وطورا بابعاد ونوع من الزجر
فيقضي ولا يفعل ويدلي ولا هوى
ولكنه حكم على حكمه يجري
رحيم فلا فظ غليظ عليهم
شفيق بهم أحفى من الوالد البر
تظل أياديه تشير برفده
وتمسي إلى الأعدا مكائده تسرى
فتقتلهم من غير سيف سعوده
وتاخذهم آراؤه أخذ ذى قهر
كفى رأيه أعداءه عن جيوشه
فآراؤه تغنى عن العسكر المجر
ومن كان نصر الله قائد جيشه
إلى الحرب لم يحفل بزيد ولا عمرو
وفي الأشرف السلطان لله حجة
تقام على أهل الضلالة والكفر
ألست ترى إعراضه عن عدوه
وتسليم كل الأمر لله ذى الأمر
وكيف كفاه الله ما كان يتقى
واطفا عنه الشر من كل ذى شر
فيا أيها الملك الممهد دعوة
من ابن هموم محوجات إلى الفكر ط
نحبك حبا لو تقسم بعضه
على الخالق لم يوجد عدوان في قطر
ويلبس من نعماك أثواب عزة
يتيه بها الماشي ويزهو من الكبر
أتاك وأحداث الليالي محيطة
به وهو ملقى ليس يجرى ولا يمري
وقد رد من فوق الثريا إلى الثرى
فالقى كما يلقي القلام من الظفر
وأصبح مقصوص الجناحين ينتمي
لخذلانه من كان يرجوه للنصر
يمد يد الراجي المحدث نفسه
بنيل الأماني منك يا جبر الكسر
لعلك ترثي لانكساري وذلتي
وتدرك كسرى وانصداعي بالجبر
فكم بك عن غيري وعني من غنا
وكم لي آمال إليك من الفقر
عسى يا أبا العباس تهتز نبعتي
وتكسو أعاليها من الورق الخضر
فاني غرس في نداك غرستني
والبستني نعما رفعت بها قدري
أأخشى بأن أظما وجودك كوثر
وفي كل دار منه ساقية تجرى
ابي الله والجود الذي أنت أهله
فما هو بالشيء الزهيد ولا النزر
0 تعليقات