شمل بفضل رسول الله ينتظم
فورًا وصدع بجاه منه يلتئم
وحسن ظن وآمال تبشرني
عنه بما يدفع الأمر الذي يضم
فيا صروف زماني قد شددت يدي
بعروة منه وثقى ليس تنفصم
ويا حوادث دهري فاتكن فتى
أمسى بحبل رسول الله يعتصم
أيقنت أن دوائي قد ظفرت به
وأن دائي بحمد الله منحسم
وأنني آمن مما أحاذره
بسيد منه لي ركن وملتزم
محمد سيد الكونين أفضل من
مشت به فوق هامات العلى قدم
من لا تعد ولا تحصى فضائله
فكيف يحصى الحصى أو تحصر الديم
وكل معجزة للرسل فهي له
إذ كان من نوره اشراق نورهم
كالشمس ما كوكب يبدو ولا قمر
إلا ومن نورها النور الذي يهم
فكم به بشرت من قبلنا رسل
وكم به آمنت من قبلنا أمم
غاضت بحيرة غيظا يوم مولده
وبات إيوان كسرى وهو منهدم
وأخمد الله نار بعد ما لبثت
في فارس ألف عام وهي تضطرم
هم أوقدوها وقاموا يعبدون لها
الرب يُحيي وهم يحيون ربهم
جاءت به ساجدًا لله آمنة
والعرب في شركهم معبودهم صنم
والجن تغشى السما للسمع تسرقه
منها وتلقى إلى الكهان علمهم
فأرصد الله هذي الشهب تحفظها
فها هي اليوم في أدبارهم رجم
وأرضعته بنو سعد فأسعدهم
حتى غدا الجدب مثل الخصب عندهم
وكان طفلًا متى ما يلق مئزره
يزجره ملك فيستحيي ويحتشم
وسار في ملأ والحر متقد
فظللته الغمام الجون دونهم
أسرى به ليلة الإسراء وصاحبه
جبريل فيها وأملاك السما خدم
رقى سماء سماء وهو يصحبه
حتى انتهى حيث لا يخطو به قدم
وقال لو جزت هذا قدر أنملة
هلكت فاذهب فأنت المفرد العلم
دنا وزج به في النور حيث دنا
كقاب قوسين واستقبلته النعم
وأقبل الوحى بالترحيب واتصلت
به الرسالة والآيات والحكم
وقام في قومه يدعو وينذرهم
فكذبوه وقالوا مسه لمم
وآمنت فتية مهم فجاهد هم
بهم جهادا وهم قل عديدهم
فكان يقتلهم في كل معترك
ليؤمنوا ولتهواه قلوبهم
وان من أعجب الأشياء لو فهموا
محبة نالها منهم بقتلهم
فهل علمتم بحرب كان موقعها
في معشر سبب التأليف بينهم
حتى يود الفتى يفدى بمهجته
من ظل يقتل آباه ويغتنم
هذي هي الآية الكبرى فلو فهموا
هذي الدقيقة ردتهم عقولهم
يا خاتم الرسل يا نعم الشفيع إذا
ضاق الخناق وزلت بالفتى القدم
كلي ذنوب وأنواع الخطا صفتي
ومن صفات إلهي العفو والكرم
وقد تعلقت من أذيال عزكم
بفضل جاهٍ به ما خاب ملتزم
فغارة يا رسول الله مدركة
تجلى الهموم وتحيا عندها الهمم
ترد عني وجوه الحادثات قفًا
وينجلي بك عن وجهي بها الظلم
يا خير من دفنت في الترب أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
ويا ملاذي في دنيا وآخرة
من ذا سواك به الملهوف يعتصم
سل لي الاقالة والغفران من ملك
كبائرَ الذنب في غفرانه لمم
0 تعليقات