إلى كم تمادى في غرور وغفلة
وكم هكذا نوم إلى غير يقظة
لقد ضاع عمر ساعة منه تشتري
بملء السما والأرض آيّة ضيعة
أتنفق هذا في هوى هذه التي
أبى الله ان تسوى جناح بعوضة
وترضى من العيش السعيد بعيشة
مع الملأ الأعلى بعيش البهيمة
فيا درة بين المزابل ألقيت
وجوهرة بيعت بأبخس قيمة
أفان بباق تشتريه سفاهة
وسخطا برضوان ونارا بجنة
أأنت عدو أم صديق لنفسه
فإنك ترميها بكل مصيبة
ولو فعل الأعدا بنفسك بعض ما
فعلت لمستهم بها بعض رحمة
لقد بعتها حري عليك رخيصة
وكانت بهذا منك غير حقيقة
فويلك استقل لا تفضحنها بمشهد
من الخلق إن كنت ابن ام كريمة
فبين يديها موقف وصحيفة
تعد عليها كل مثقال ذرة
كلفت بها دنيا كبير غرورها
تعامل من في نصحها بالخديعة
إذا أقبلت ولت وإن هي أحسنت
اساءت وان صافت فثق بالكدورة
ولو نلت فيها مال قارون لم تنل
سوى لقمة في فيك منه وخرقة
وهبك ملكت الملك فيها ألم تكن
لتنزعه من فيك أيدى المنية
فدعها وأهليها تقصهم وخذ كذا
بنفسك عنها فهي كل الغنيمة
ولا تغتبط فيها بفرحة ساعة
تعود بأحزان عليك طويلة
فعيشك فيها ألف عام وينقضي
كعيشك فيها بعض يوم وليلة
عليك بما يجدي عليك من التقى
فانك في لهو عظيم وغفلة
مجالس ذكر الله تنهاك أن ترى
بها ذاكرًا لله ضعيف العقيدة
إذا شرعوا فيها تحثحثت قائمًا
قيامك ذا قل لي على أي بغية
ولو كان لغوا أو أحاديث ريبة
وثبت وثوب الليث نحو الفريسة
تصلى بلا قلب صلاة بمثلها
يكون الفتى مستوجبا للعقوبة
تظل وقد أتممتها غير عالم
تزيد احتياطا ركعة بعد ركعة
ومن قبل هذا ما شككت بأصلها
فقمت توالي نية إثر نية
فويلك تدري من تناجيه معرضا
وبين يدي من تنحني غير مخبتِ
تخاطبه غياك نعبد مقبلا
على غيره منها بغير ضرورة
ولو رد من ناجاك للغير طرفه
تميزت من غيظ عليه وغيره
أما تستحي من مالك الملك أن يرى
صدودك عنه يا قليل المروءة
صلاة أقيمت يعلم الله أنها
بفعلك هذا طاعة كالخطيئة
واقبح منها أن تدل بفعلها
لمن قلد المدولول بعض الصنيعة
وان يعتريك العجب أيضا بكونها
على ما حوته من رياء وسمعة
ذنوبك في الطاعات وهي كثيرة
إذا عددت تكفيك عن كل زلة
سبيلك أن تستغفر الله بعدها
وأن تتلافى الذنب منها بتوبة
فيا عاملا للنار جسمك لين
فجربه تمرينا بحر الظهيرة
ودرجة في لسع الزنابير تجتري
على لسع حيات هناك عظيمة
فإن كنت لا تقوى فويلك ما الذي
دعاك إلى إسخاط رب البرية
تبارزه بالمنكرات عشية
وتصبح في أثواب نسك وعفة
وأنت عليه منك اجرا على الورى
بما فيك من جهل وخبث طوية
تقول مع العصيان ربي غافر
صدقت ولكن غافر بالمشيئة
وربك رزاق كما هو غافر
فلم لم تصدق فيهما بالسوية
فإنك ترجو العفو من غير توبة
ولست ترجى الزرق إلا بحيلة
على أنه بالرزق كافل نفسه
لكل ولم يكفل لكل بجنة
فلم ترض الا السعي فيما كفيته
واهمال ما كلفته من وظيفة
تسيء به ظنا وتحسن تارة
على حسبما يقضي الهوى في القضية
إلهي لا واخذتنا بذنوبنا
ولا تخزنا وانظر إلينا برحمة
وخذ بنواصينا إليك وهب لنا
يقينًا يقينا كل شك وريبة
إلهي اهدنا فيمن هديت وخذبنا
إلى الحق نهجًا في سوآء الطريقة
وكن شغلنا عن كل شغل وهمنا
وبغيتنا عن كل هم وبغية
وصل صلاة لا تناهي على الذي
جعلت به مسكا ختام النبوة
وآل وصحب أجمعين وتابع
وتابعهم من كل أنس وجنة
0 تعليقات