الشِّعرُ ما الشِّعرُ إنْ لم يهٰزُزِ النَّفْسا
والقلبُ ما القلبُ إنْ لم يعشقِ القُدْسا
ما لي وما لفُؤادي هاج خاطرهُ
ولهانَ يشتاقُ من فَرْط الهوى كَأْسا
ما لِلٰمُحبِّينَ أعذارٌ فينصَرِفُوا
إذا المُحبُّ دعاهُم يطلُبُ الأُنْسا
لا تنطوي حِيَلُ الدُّنيا عليكَ فهلْ
أبصرتَ فيها فُؤادًا عاشقًا يَنْسى
كلاَّ فلسطينُ ذي الأرواحُ قائلةٌ
إنَّا فديناكِ منَّا اليومَ والأَمْسا
فلْتُشرقي يا عروسَ الكون مُصبِحةً
لا ينبغي لِلدُّجى أنْ يحجُبَ الشَّمْسا
ولتَنْفُخي في صُدور العاشقين فدًا
ولتُلٰهِميهِمٰ طريق المسجدِ الأقْصى
يا قدسُ فانتَفِضي في الدَّهر صارخةً
اليومَ عُرسي فخلُّوا اليأسَ والنَّحْسا
لم يبقَ في قادم الأيَّامِ مُتَّسعٌ
زفُّوا المواعيدَ كي نستقبلَ العُرْسا
وادْعِي إليكِ الورى يأتيكِ خالصُهُمْ
من صَفْوَةٍ، قدَرًا لا يحملُ البَأٰسا
إني أراني بمنظار الهوى معهمْ
سيْدًا وحولي أسودُ العزِّ لا تُحْصى
أحرارُ تحمِلُنا البطحاءُ من جَلَلٍ
نحنُ الأشاوسُ لم تشهَدْ لنا يَأٰسا
نحنُ الأحقُّ من الدُّنيا بمَقْدسِنا
هذي قضيَّتُنا فاشْدُدْ لها حِرْصا
يا أيُّها المسلمُ العَذْرا كرامتهُ
صُنْها بصَونِكَ حقَّ القُدس لا تَخْسا
كيف الحياةُ بلا عزٍّ فتلبسُهُ
أم كيف تختار أثواب الخَنَا لِبْسا
أم كيف تحيا بأيَّامٍ مُزيَّفةٍ
عاري المبادئ أو من ذِلَّةٍ تُكْسى
نحنُ الذين إذا هاجتْ خواطرنا
سالتْ محابرنا نفدي بها القُدْسا
نحنُ الذين إذا صاحتْ حروفهمُ
بالحقِّ نُسمِعُ منها الجنَّ والإنْسا
سترجعينَ لنا سترجعينَ لنا
رغم الأنوف ورغم الدَّهرِ إنْ جسَّا
سترجعين، يمينَ الله، قائلُها
وحقِّ منْ خلقَ الأيَّامَ والنَّاسا
0 تعليقات