من طريف الآثار والأخبار
أن كلبًا متيم بحمار
هجر الناس والكلاب وأمسى
وهو حر من الهوى في إسار
لم يفارقه في الإقامة والظعن
برغم الكثير من أخطار
كم جرى والفلاة تضرم كالجمرة
خلف الحمار بالمشوار
وسرى والضباع تهجم للفتك
فيلقى الهجوم كالمغوار
عبر النيل خلف فلك حملته
على رُغم شدة التيار
كم رأيناه وهو يوغل في الوثب
ويبدي فنونه في الهذار
كل ذا والحمار يأنس بالكلب
ولم يبد منه أي نفار
وإذا هم بالنهيق ترى الكلب
بضرب من النهيق يجاري
هو كلب وليس يخطىء من قا
ل ولكنه بروح حمار
فمن الناس من تدلك سيما
ه على أنه من الانمار
ومن الناس من يروعك كالجن
وإن لم يكن بجسم ناري
رب جمع من اللدات رأينا
ه كسرب يرف من أطيار
لست أنسى التي إذا خطرت
يخطر بالبال شكل ملك ساري
رب شكل له بباطن نفسي
أثر لا تحده أفكاري
صور بأن للبصائر منهن
معان خفين عن أبصار
رب شخص اذا تجسد معنى
فيه ما كان غير وحش ضاري
شفة المرء قد تدل وعينا
ه على ما احتواه من أسرار
أنا لا تأخذ المظاهر مني
لا ولا يخدع الطلا أبصاري
كم فتى أكبرته أعين غيري
هو عندي كمثل كلب الحمار
ربما عاد للوجود حمارًا
إن تعد خلقه يد الأقدار
ان بعضا من البرية أدنى
من هوام تعيش في الأقذار
رب شخص تراه يرفل في السندس
من حلة الفضائل عاري
0 تعليقات