سبحان من في علمه السر كالجهر (الدفاع عن اللغة العربية) لـ محمد حسن ظافر الهلالي

سبحان من في علمه السر كالجهر
مقسّم الأزراق في البر والبحر

ومن بعد هذا يا أخي هاك قصة
مشوّقة الأحداث قد شغلتْ فكري

لقد خِلتُ حوراء العيون جميلة
لها أثرٌ في القلبِ أقوى من السحر

فتاة كأن البدر يشبه وجهها
ألا إنها أبهى جمالًا من البدر

ولكنني لما رأيت دموعها
تسيل على الخدين كالماء بالنهر

تفطر قلبي بالهموم وبالأسى
وصِرت بما أدريه من قبل لا أدري

فقلت لها من أنت؟ قالت أنا التي
حفِظت لكم قَدرًا وضيّعتمُوا قَدري

فقلت لها بالله ربك أفصِحي
فقالت أنا أمّ المشاعر والشعر

أنا لغة الأعراب من كل أمةٍ
أنا لغة الآداب من سابق الدهر

أنا لغةٌ قد شرف الله قدرها
بها أنزل القرآن في ليلة القدر

فقلت لها أهلًا وسهلًا ومرحبًا
عليك سلام الله يا لغة الذكر

ولكن لماذا تظهرين حزينة؟
فقالت لما قد حلّ بالشعر والنثر

بأسباب قوم لست أرغب ذكْرهم
وإن ذُكروا عندي يضيق بهم صدري

قصائدَ شعرٍ ينظمون رأيتها
ضِعافًا بها قد شوهوا سمعة الشعر

فقلت لها لا تحزني وتصبّري
قليلًا جزاك الله عاقبة الصبر

وحاورتها حتى تبدل حالها
وقالت لقد حرّرت فكري من الأسر

وأخرجتني من بيت هم دخلته
وأبدلتني عن حالة العسر باليسر

وقالت جزاك الله عني محمدُ
بخير جزاء حيث بينت لي أمري

وصلوا على المختار من خير أمة
شفيع عباد الله في موقف الحشر

إرسال تعليق

0 تعليقات