أي ليل وأي صبح صباحي (مرثية الهلالي) لـ محمد حسن ظافر الهلالي

أيّ ليلٍ وأيّ صبح صباحيْ
من يُداريْ ومن يُداويْ جراحي

لا تلُمْني لما ترى لست تدريْ
رُبّ صاح تظنه غير صاح

لا تَلُمْني فإن في القلب شيءٌ
لا يُدارى وليس يمحوه ماحي

وفراقِ الآباء شيءٌ عظيمٌ
ما لذكرى همومه من بَراح

كيف أنسى من كان كالبدر نورًا
قد أضاءتْ من نورهِ كلُّ ساحِ

وسراجًا إلى المعالي منيرًا
ودليلًا إلى دروبِ النجاح

كيف أنسى من كان حبّي وقلبي
وحياتي وجنّتي وارْتِيَاحي

كان في ليلنا سراجًا منيرًا
فتوارى بنوره في الصباح

قد سما للسماء والروح صارت
في جوارِ العليمِ بالأرواح

في جوارٍ أنعم به من جوارٍ
هو أهل الثناء والأمداح

رَبِّ ألهمْه ثابت القول واجعلْ
حوله القبرَ من جنانٍ فِساحِ

وتقبّله صابرًا وشهيدًا
ورفيقًا أهلَ التقى والصلاحِ

فزْتَ يا والديْ بقولٍ سديدٍ
وبوجهٍ يُنيرُ كالمصباحِ

لكَ فرضٌ وواجبٌ في صلاتي
بدعاءٍ بوافرِِِ الإلحاحِ

لكَ خيرُ الدعاءِ ما دمْتُ حيًا
ورجائيْ فيْ فالقِ الإصباحِ

أنت حيٌ أراك في كل دربٍ
من دروبي وحَيثما كنتُ ناحي

في بيوتٍ بنيتها شاهقاتٍ
شاهداتٍ بخيرِ كفٍ وراحِ

أنت حيٌّ أراك في البدر لما
يتجلّى بنوره الوضّاحِ

أنت حيٌ ذكراك في كل شيء
في وصاياك في جميع النواحي

ذكريات أصولها من نخيلٍ
باسقاتٍ وزهرها من أقاح

حكمة منك يا أبي كيف أنسى
حين جمع الأكف راحًا براحِ

لك ذكرى كثيرة في الوصايا
كنت والله سيّد النّصّاحِ

كنت تروي قلوبَنا بالوصايا
وطبيبًا مداويًا للجراحِ

ولبيبًا إذا تغلّق باب
جاء منك الجواب كالمفتاحِ

نادرٌ في الرجال شهمٌ كريمٌ
حسنُ الخَلْقِ ظافرٌ بالمداحِ

فسلامٌ عليك في كل ليل
وسلام عليك كل صباحِ

وسلامٌ عليكَ ما طارَ طيرٌ
أو تغنّي بصوتهِ الصّدّاحِ

وسلامٌ عليكَ ما قامَ نَبْتٌ
واسْتمالتْ أغصانُهُ بالرياحِ

وسلامٌ عليكَ ما شَعّ نورٌ
أو توارَى في غَدوةٍ أو رواحِ

وسلام عليك في كل حين
يا شبيهًا للبدر في الإيضاح

إرسال تعليق

0 تعليقات