ذوى ريحانتي الأرج لـ الحصري القيرواني

ذَوى رَيحانَتي الأَرَجُ
وَضاقَ مَحَلّيَ الفَرَجُ

دَهاني الدَهرُ في وَلَدي
فَماتَ البَهِج

كَما يَكبو الكَميّ إِذا
أَثارَ فَكَبَّهُ الرَهَجُ

وكانَ سِراجَ قَوم هُمُ
فُوَيقَ سُروجِهِم سُرُجُ

فَأَطفَأَهُ الرَدى وَمَضى
صَباحٌ كانَ يَنبَلِجُ

نُجومُ المَجدِ مِن قَيسٍ
وَشُمُّ نِزارٍ البُلُجُ

بَكَوهُ مَعي فَقَد نَضَحوا الث
ثَرى بِالدَمعِ بَل نَضَجوا

وَعَيني كُلَّما ذَرَفَت
تَهيجُ لَواعِجًا تَهِجُ

أَبَت إِلّا لجاجًا في ال
بُكا فَدُموعُها لَجَجُ

وقالوا كَم تَلِجُّ بُكًا
وَبابَ الصَبرِ لا تَلِجُ

فقُلتُ مُفَرِّج الكُرُبا
تِ أَودى وَالبُكا فَرَجُ

وَصَدرٌ كانَ يَشرَحُهُ
حَديثًا بَعدَهُ حَرِجُ

فَوَجهُ الصَبرِ لِلثَكلى
سَميرٌ وَهَوَ لي سَمجُ

ذَبيحٌ طَلَّ مِنهُ دَمٌ
وَلَم يُقطَعُ لَهُ وَدجُ

رَأَيتُ دِماءَهُ وَدِما
ءَ عَيني كَيفَ تَمتَزِجُ

وَلَم تَقطُر فُرادى بَل
هُريقَت وَهيَ تَزدَوِجُ

فَلَولا مَوتَهُ لَجَرَت
مِنَ الدَمِ بَينَنا لجَجُ

أَقولُ وَمُهجَتي قِطَعٌ
وَلَيتَ فِداءَهُ المُهجُ

تَرَفَّقَ يا سقامُ بِهِ
أَبَعدَ المُستَوى عِوَجُ

صَدَعتَ بِما أُمِرتَ وَما
عَلَيكَ مَعَ القَضا حَرَجُ

فَأَينَ جَبينُهُ الوَضا
حُ فيكَ وَطَرفُهُ الغَنجُ

وَأَينَ الثَغرُ زَيَّنَهُ
نِظامُ اللَهِ وَالفَلَجُ

وَأَينَ غِرارُ مِقوَلِهِ
وَأَينَ حِجاهُ وَالحُجَجُ

شَأى ابن الأَربَعينَ وَما ان
تَهَت عَشراتهُ الحِجَجُ

فَكانَ وَكُلُّهُ كَرَمٌ
ثمامًا وَالوَرى خُدُجُ

يَنامُ مُحاضِروهُ ضُحىً
وَلِلكُتّابِ يَدَّلِجُ

يُسَرُّ إِذا فَتَحتُ لَهُ
وَيَحزَنُ حينَ أُرتَتَجُ

وَيحفَظ حينَ يُملَأُ لَو
حُهُ وَالخَطُّ مُندَمِجُ

بكَتهُ كُلُّ غانِيَةٍ
دَمًا حَتّى امَّحى الدَعَجُ

عُروقُ الناسِ كُلِّهِمُ
إِلى عِرقِ الثَرى تَشجُ

بَنو الدُنيا كَأَنَّهُمُ
لِقِلَّةِ هَمِّهِم هَمَجُ

وَهَل هِي غَيرُ دارِ أَذىً
إِذا دَخَلوا بِها خَرَجوا

تَأَمَّل كَيفَ تَأكُلُهُم
وَهُم وُلدٌ لَها نَتَجوا

عَشِقناها وَلَو مَثَلَت
بَدا في خَلقِها عَرَجُ

تُرينا الوُدَّ وَهيَ بِنا
إِلى الآفاتِ تَندَرِجُ

وَنَحنُ عَلى أَواخِرِها
فَذا هَرَجٌ وَذا مَرَجُ

نَجا ابني وَهيَ توبِقُني
هَوىً إِنَّ الهَوى هَوَجُ

أَيا عَبدَ الغنيّ أَنا
بِذِكرِكَ مولعٌ لَهِجُ

وَيوشِكُ أَن أَراكَ غَدًا
فَعَينُ القَلبِ تَختَلِجُ

لَعَلَّ اللَهَ يَجمَعُنا
بِطوبى حَيثُ نَبتَهِجُ

إرسال تعليق

0 تعليقات