حامَ الحمامُ لِفرصَة فَاستَفرَصا
وَسَرى إِلى شِبلِ الشَرى مُتَقَنِّصا
ظَفَرت أَظافِرَه بِأَصيدِ أَصيَدٍ
فَعَجِبتُ كَيفَ أَصابَهُ وَتَخَلَّصا
تَرِبَت يَدا مَن عانَهُ فَأَعانَهُ
في أَقعَسِ العِزّ المَنيعِ فَأَقعَصا
وَكَأَنَّما أَخَذَ القَصاص لِحُسَّدي
منّي بِأَن هاضَ الجَناح وَقَصَّصا
يا مَوتُ لا أَشكوكَ إِنَّ مُصابَهُ
قَدَرٌ عَلَيَّ يرى وَحَقٌّ حَصحَصا
لِلذّاتِ فَرَغتُ وَإِنَّما
جُهدُ المُهَنّا أَن يَعود مُنَغَّصا
وَالشَيبُ نَهنَهَني فَكَم أَعصي النُهى
وَأَظُنُّ أَنَّ عَسى يخلّص من عَصى
وَالحُرُّ يَكفيهِ الزَمانُ مُؤَدِّبًا
شرُّ العَبَدّى مِن تُؤَدِّبُهُ العَصا
عَجِلَ السِرارُ عَلَيكَ يا قَمَرَ العُلا
ما ضَرَّ لَو مدَّ المَدى فَتَرَبَّصا
لا ينقصُ الفَلَك الهِلال وَإِنَّما
أَلفاكَ بَدرًا كامِلًا فَتَنَقَّصا
وَأَبى قَضاءُ اللَهِ فيكَ عَلى أَبٍ
ما كانَ أَحرسَهُ عَلَيكِ وَأَحرَصا
لَولا الرَدى الجاري حَمَتكَ حِميَّةٌ
تَثني الخَميسَ مُنَكَّسًا وَمُنَكَّصا
إِنَّ الكَواكِبَ كُنَّ في فَلَكِ العُلا
يوددنَ لَو قَبَّلنَ مِنكَ الأَخمَصا
لكِن أَصابَكَ حينَ غِظتُ بِكَ العِدا
قَدرٌ يُصيبُ مُعَمَّما وَمُخَصَّصا
أَترى أَغصّكَ ذِكرُ أُمِّكَ إِذ نَأَت
فَلَربَّما ماتَ المَشوقُ تَغَصُّصا
غَدَرت أَباكَ وَغادَرَتكَ لِوَحشَةِ
ما أَنشَزَ البيض الحَسان وَأَنشَطا
وَهَبِ السقامَ مَحا سَناكَ فَما لَهُ
أَفضى إِلى شَفَتَيكَ حَتّى قَلَّصا
وَلَقَد رَقيتُكَ بَعدَ أَدوِيَةِ الدَوا
بِاسمِ الَّذي لَو شاءَ أَبرا الأَبرَصا
فَإِذا القَضاءُ يَقولُ لي لا بُدَّ أَن
تَثوي فَتَروي مِن مَدامِعكَ الحَصا
لَم يَقضِ مُنيَتَهُ وَعيشي بَعدَهُ
إِلّا لِتوثِقني الذُنوب وَيَخلُصا
هَل كَالَّذي لَم يَجنِ قَطّ وَلَم يَخُن
مَن كانَ يَمدَحُ أَو يَذُمُّ تَخَرُّصا
ما لي أَمُدُّ إِلى المُلوكِ وَغَيرهم
كَفّي لِأَقبِضَ نائِلًا أَو أَقنُصا
وَالنَزرُ يَكفيني مَعَ الكَرَمِ الَّذي
أَحيا نِزارًا في دُناها وَالقَصا
في فيَّ صمصامُ الحمامِ المُنتَضى
وَبِخاطِري درُّ المَعالي المُنتَصى
وَأَنا الغَنِيُّ فَما أُبالي هِمَّةً
أَغلى الهمامُ فَرائِدي أَم أَرخَصا
إِنَّ المُتَوّج حينَ أَقبَل نَحوَهُ
إِن لَم يَقُم عزًّا إِلَيَّ تَقَرفصا
لَو كُنتُ في غَيرِ الجَزيرَةِ أَعمَلت
مِصرٌ إِلَيَّ اليَعملاتِ الرُقَّصا
لكِنَّني حَيثُ المَعالي لا تُرى
وَيُعَدُّ جامِعُ فَضلِهِنَّ مُلَخَّصا
هذا مَحَلٌّ لا أُحِبُّ حُلولَهُ
وَالمَحلُ أَقصَدَني إِلَيهِ وَأَشخَصا
انظُر لِعَيني اليَومَ كَيفَ تَقَلَّبَت
وَاسأَل عَنِ الخَبَرِ اليَقينِ وَأَفحَصا
بِالأَمسِ عَدّتني القِراءَةُ حَمزَةً
وَاليَومَ عَدّني القَريض الأَحوَصا
لَولا رِياحُ رِياحٍ لَم أَكُ أمتَطي
ذا الأَخضَرَ الطامي وَذاكَ الأَحوَصا
وَطَنٌ بِغَيرِ غِنىً أَحَبُّ إِلى الفَتى
مِن غُربَةٍ تغنيهِ إِذ لا مخلصا
لَو عاشَ لي عَبدُ الغنيّ هنا هنا
عيشي وَإِن فارَقت ريمًا أَخمَصا
عَقص الظَلام عَلى الصَباحِ وَلَم يَكُن
لَولا غَدائِرهُ الظَلامُ لِيَعقَصا
أَبكي عَلى ابنِ ذُكاء إِنَّ ذكاءَهُ
فَكَّ المعمّى وَاستَبانَ الأَعوَصا
أقلامهُ أَسَلٌ تَروعُ عَدُوُّهُ
وَكَلامهُ درٌّ يفوتُ الغوَّصا
طِفلٌ وَلَستُ أَرى حجاهُ بِأَشيَبٍ
حَتّى أَرى طولَ الطلاةِ
يُصغي إِلى الذِكرِ الحَكيمِ وَيَقتَفي
قرّاءَهُ وَسِواهُ يَقفو القصَّصا
وَيُواظِبُ الكتّابَ لَيسَ بِخائِصٍ
عَنهُ إِذا كانَ الأَصاغِر خيّصا
مُتَعَوِّدًا أَلّا مَحيصَ لِطَرفِهِ
عَن لَوحِهِ حَتّى يعبهُ مُمحَّصا
كانَ المَآرِب فيهِ حَتّى رابَني
وَرَمٌ بِعَينَيهِ أَبى أَن يخمَصا
لَو ناصَ نصّ الفِقهَ قَبلَ بُلوغِهِ
هَيهاتَ ما أَهلُ النَجابَةِ نُوَّصا
0 تعليقات