على العدوة القصوى وإن عفت الدار لـ الحصري القيرواني

على العُدْوةِ القُصْوى وإن عَفَتِ الدارُ
سلامُ غَرِيبٍ لا يؤوبُ فيزدَارُ

وحُقَّ بُكاءُ العينِ والقَلْبُ مُسعدٌ
لمن باتَ مِثلي لا حبِيبٌ ولا جارُ

أُعادى على فَضْلي وأستصحِبُ العِدَى
ولي حَسَنَات عندهم هيَ أوزارُ

مَديحِي هِجَاءٌ وابتسامي تَجهُّمٌ
وشَكْوايَ كُفرٌ واعترافِيَ إِنكارُ

ولم أرَ مِثلِي فاضِلًا يَنقصونه
بَلَى قلَّما يَخْلُو من القَرْضِ دينارُ

عزيزٌ علينا أن نُقِيمَ بذلَّةٍ
فليتَ حشايانا الوطيئةَ أكْوارُ

شفَى اللَّه داءَ القَيْرَوانَينِ بعدَنا
فقد مَرِضَتْ للقيْرَوَانَيْنِ أَبصارُ

وكيف غِناءُ الطّيرِ في غير أَيكِها
وقد بَعُدَتْ عنها فِرَاخٌ وأوكارُ

وإنِّي لأَوْلى بالبُكَاءِ لأَنَّها
تَطيرُ إذا اشتَاقَتْ وما أنا طيَّارُ

أَلا يا بُرُوقًا لُحْنَ من نحوِ صَبْرَةٍ
وليسَ لها إلّا دُمُوعِيَ أمطارُ

عسى فيك من ماء الحبيباتِ شربَةٌ
ولو مِثْلَ ما يُوعِي من الماء مِنْقَارُ

إرسال تعليق

0 تعليقات