بعد أن طال في هواه صدودي
سمح الحب لي بلثم الخدود
وتهاوى وقد تملكه العط
ف على ساعدي بصدر وجيد
فسرت كهربا المحبة في الجس
م وقلبي غدى بغير حدود
لكا رفت الشفاه على الثغ
ر تملت قلوبنا بشهود
ومجال الغرام أن فتح الله
على العبد ليس بالمحدود
كلما استعذب الدعابة مني
لج في عتبه ليعجم عودي
وإذا اهتاج من حرارة قبلا
تي أوما إليَّ بالتهديد
فإذ ما اندفعت ألثمه أس
لم لي ثغره الشهي الورود
وتثنى كالمستجير من اللو
عة أو ضم قده الأملود
يتغاضى عند احتكامي في الخصر
ويلتذ عند مس النهود
وله نفرة اذا حكم التيه
كظبي من الشراك شرود
أنا أصبو إلى الجمال ولكن
كمال الجميل بيت قصيدي
أنا لو كنت قد خلوت من الحب
لما كنت شاعرًا بوجودي
فدعوني أخلو بمن ملك القلب
وإني من الحجى في قيود
ما ألذ الحياة تملأ نفسي
مستظلًا بظله الممدود
ما أحيلاه حين يظهر كالكو
كب في سيره لدار سعود
ما أحيلاه حين يبسم عن ثغر
شهي وطرفه في هجود
هو كالورد قد تجمل بالنضرة
والظرف لا بزاهي البرود
ضل عن منهج الحقيقة قوم
نسبوا أصل جنسه للقرود
جهلوا قيمة المحاسن والعقل
وما في محيطه من بنود
وإذا صح ظنهم فلماذا
ما ارتقى للكمال باقي القرود
وإذا صح ما ادعوه فماذا
يصبح الناس بعد دهر بعيد
يا دعاة النشوء عنه تنحوا
فهو منكم توغل في الجحود
أو لم توجد الطبيعة إلا
لقبيح القرود أو للفهود
إن من كان ليس يفهم كنه النفس
يعييه فهم أصل الوجود
فاتبعوا آدما وإلا استردوا
من يد الدهر ما لكم من جلود
0 تعليقات