كذا تَفْتَضُّ أبكارَ البلادِ
ولا مَهْرٌ سوى البيض الحِدَادِ
هَدَيتَ العَسكَرَ الجرَّارَ ليْلًا
فأَهْدَيت الظُّباةَ إلى الهوادي
ملأتَ به الفضَاءَ فضاءَ ليل
مَحتْ فِيهِ الظُّبى شكلَ السّوادِ
وما أَقبلتَ إِلّا بعدَ ما قَدْ
سَقَيتَ الثَغْرَ مِن ثُغَر الأعادِي
وكانَ مرامُ دانيةٍ عزيزًا
فهانَ على المُسَوَّمةِ الجِيادِ
فآثرت العوالي في المعالي
وآثرت الصلادم في الصلادِ
كأنّ سيوفَكَ الأقدارُ تجرْي
بِما شاءَ الإله على العِبَادِ
ومثلكَ مَن جَنَى ثَمرَ الأمانِي
وآتى حَقّه يَومَ الحصادِ
تَشَاغَلَتِ الملوكُ بمن دَهاها
وشُغْلُكَ في جِهاتِكَ بالجِهادِ
بناك اللّهُ للإسلامِ حِصْنًا
وعلَّمَكَ التجلُّدَ للجِلادِ
وتَنهضُ والثَّقيلُ عليكَ خفٌّ
وتنظرُ والخَفيُّ إِليكَ بادِ
وكيفَ يُنافسونكَ في المعالي
وأنتَ سبقتَهم سَبْقَ الجَوادِ
فتحتَ معاقلًا لو أبصَروها
لقالوا أنتَ لُقمان بنُ عادِ
وفي سَرقسطةٍ لك دارُ مُلْكٍ
زَريتَ بها على ذاتِ العِمادِ
ورأيُك في الإدارةِ لو رآه
مُعاويةٌ لأُغْنِيَ عن زِيادِ
لقد أَرَبتْ سيوفُك يومَ سُلّتْ
على قُسّ بنِ ساعِدَةَ الإِيادِي
0 تعليقات