قطع الدهر حبال الأملِ
ورمى القلب بخطب جلل
ألم في النفس لا أحمله
وعذابي ليس بالمحتمل
ولظى بالقلب لولا أدمعي
صار جسمي منه كالمشتعل
ساقني الطرف الى هذا الردى
ويح قلبي من سهام المقل
يا أبا شقرا كلانا غارق
ليس يخشى غارق من بلل
لا تمن النفس بالماضي سدى
ما إلى عيش الصبا من سبل
يا لظبي مذ نأى وحشته
صيرتني كحليف العلل
لست أنسى يوم كنا صبية
نرشف العيش كرشف العسل
هو بالغزل تلهى وأنا
فيه مفتون بصوغ الغزل
كلما قبلته من شغفي
ردني في رقة من خجل
وهو من عيش الصبا في نشوة
أثرها في خاطري لم يزل
يتهادى تائهًا متشحًا
برواء الحسن لا بالحُلل
في رياض غضةٍ أغصانُها
راقصات لغناء البلبل
باسمات للورى أزهارها
ضاحكات لبكاء الجدول
لا تسل كيف انقضت لذتنا
عبس الحظ فهل يبسم لي
صفو عيش عاجلًا ودعته
ليتني ودعت باقي الأجل
كيف لا ابكي وحبي منصف
ساعة الوصل اذا لم تطل
ساعة في العمر لا أذكرها
مذ مضت الا بقلب وجل
أفلت أنجمها مسرعة
في ظلام حالحك منسدل
كنت أروى من خضم زاخرٍ
ليس يرويني احتذاء الوشل
مرت الذكرى ببالي فجرت
أدمعي من مقلتي كالجدول
هذه الدنيا بنا أمثلة
ضربتها بيننا كالمثل
وبما زالت به دولتنا
زائل ما في الورى من دول
ذلك الشدو الذي تسمعه
كان ترديدًا لِندب الطلل
كنت لولا حرقة في مهجتي
في غنى عن مثل هذا الجدل
ذاك دهر أين مني مثله
يا للذات الزمان الأول
0 تعليقات