تواضع لرب العرش علّك تُرفع
لقد فاز عبد للمهيمن يخضع
وداو بذكر الله قلبك إنه
لأعلى دواء للقلوب وأنفع
وخذ من تقى الرحمن أمنًا وعُدّةً
ليوم به غير التقى مروّع
وبالسنة المثلى فكن متمسكًا
فتلك طريق للسلامة مهيع
هي العروة الوثقى وحجة مقتد
نبُّت بها أسباب من هو مبدع
رأيت رسول الله أنصح مرشد
وأنجح ذي جاه كريم يشفع
وأصدق رؤيا المرء رؤياه إنها
لمن شبه الشيطان تُحمى وتمنع
فقبّلت فاه العذب تقبيل شيّق
وما كنت في تقبيل ممشاه أطمع
وقلت له هذا الفم الصادق الذي
بوحي آله العرش كان يمتّع
فبشّرني خير الأنام بميتتي
على سنة بيضاء بالحق تشرع
فها أنا تصديقًا لبشراه ثابت
عليها بحمد الله لا أتتعتع
بمعتقد الثبت الإمام ابن حنبل
أدين فهو الناقل المتورع
لئن لم أتابع زهده وتقاءه
فإني له في صحة العقد اتبع
أمرّ أحاديث الصفات كما أتت
على رغم غمر يعتدى ويشنع
فلا يلج التعطيل قلبي ولا إلى
زخارف ذي التأويل ما عشت أرجع
أقرّ بأن الله جلّ ثناؤه آله
قديم قاهر مترفع
سميع بصير ما له في صفاته
شبيه يرى من فوق سبع ويسمع
وخُلق الطباق السبع والأرض واسعٌ
وكرسيّه منهن في الخلق أوسع
قضى خلقه ثم استوى فوق عرشه
ومن علمه لم يخل في الأرض موضع
ومن قال إن الله جلّ بذاته
بكل مكانٍ جاهلٌ متسرع
إليه الكلام الطيب الصدق صاعدٌ
وأعمال كل الخلق تُحصى وترفع
فما لم يشاه الله ليس بكائن
وما شاءه في خلقه ليس يدفع
يُضلُّ ويهدي والقضاء بأمره
مضى نافذًا فيما يضرّ وينفع
وللشر والخير المهيمن خالق
وإبليس من أن يخلق الشرّ أوضع
ولكنه للشر أخبثُ محدث
بوسواسه في موبق الإثم يُوقع
علا عن مُعين ربُنا ومظاهر
على الملك أو كفوا على الغيب يُطلع
لقد برأ الخلق ابتداء من الثرى
بلا مسعد فيما يسوّى ويصنع
وقال لهم ذرًّا ألست بربكم
فقال بلى منهم عصىً وطيع
وسوف يناديهم جميعًا إذا أتوا
حفاةً عراةً في المعاد فيسمعوا
ويسمع سكان السموات وحيه
فهم لسماع القول صرعى وخضّع
وكلم موسى والكلام حقيقة
بتوكيده بالمصدر الخصم يقطع
ومعتقدي أن القرآن كلامه
قديم كريم في المصاحف مودع
وقد سبق الوعد المصدّقُ أنه
إذا جاءت الأشراط منها سيرفع
وأودع حفظًا في الصدور وإنه
لبالعين مرئٌ وبالأذن يُسمع
بالسنة القراء يُتلى وإنه
بحرف وصوت ضلّ من يتنطع
هو السور الهادي إلى الحق نورها
وآيات صدق للمنيبين تنفع
به نزل الروح الأمين مصدقًا
على قلب عبد كان بالحق يصدع
وليس بمخلوق ومن قال عكس ما
ذكرتُ له في الناس بالكفر يقطع
ولا محدث قد جاء عن سيد الورى
حديث لمعناه أسوق وأوضع
لقد قرأ الرحمن طه جميعها
ويس أيضًا والملائك تسمع
ولم يخلق السبع الطباق ولا الثرى
وهذا دليل ما لهم عنه مدفع
وقولهم خلق فظيع وقول من
يشير إليه بالعبارة أفظع
ومن كان فيه واقفيًا محيرًا
فذلك واللفظي كل مبدّع
وفي كتب الله القديمة كلها
أقول بهذا القول لا أتفزّع
ومعتقدي أن الحروف قديمة
وإن حار في قولي غويٌّ متعتع
تبارك ربي ذو الجلال صفاته
تجلّ عن التأويل إن كنت تتبع
يداه هما مبسوطتان تعاليًا
عن المثل يعطى من يشاء ويمنع
وألواح موسى خطّها بيمينه
مواعظ تشفى من ينيب ويخشع
وكلتا يديه جلّ عن مشبه له
يمين إلى خير البرية يرفع
وينزل في الأسحار في كل ليلة
كما جاء في الأخبار والناس هجّع
ينادي أولي الحاجات والتوب طالبًا
فهل راهب أو راغب متضرع
ومن قال إثبات الصفات شناعة
فجرأته إذ عارض النصّ أشنع
وينظره الأبرار يوم معادهم
ويحجب عنه من إلى النار يوزع
كما ينظرون الشمس لا غيم دونها
لقد خاب محجوب هناك ممنّع
ولم يرفى الدنيا من الناس ربّه
بعينيه إلا الهاشمي المشّفع
محمد المخصوص بالرؤية التي
غدا الطور إجلالًا لها يتقطّع
وإن نعيم القبر ثم عذابه
لحق فمسرور به ومروّع
يخالف ضيقًا بين أضلع من طغى
ويفسح فيه للتقى ويوسع
ويسأل فيه الميت الملكان عن
هداه فمرحوم وآخر يُقمع
ويعرف من في القبر من زاره وإن
يُسلم على الأموات في القبر يسمعوا
ومن يقرأ القرآن للميت مهديًا
يصله وبالإطعام والبر يُنفع
وقد يسأل الأموات من مات بعدهم
عن الأهل من منهم مقيم ومقلع
وربي أحصى خلقهم ويميتهم
ويبعثهم بعد الممات ويجمع
وينفخ إسرافيل في الصور نفخةً
فكل من الأجداث للحشر مُهطع
وتدعى البرايا للحساب جميعهم
فلا ظلم والميزان للعدل يوضع
وذلك يوم فيه نور نبينا
برفع لواء الحمد يعلو ويسطع
ويظهر فيه جاهه بشفاعة
إليها لكرب الموقف الخلق يهرع
وينقذ في يوم القيامة من لظى
من الأمة العاصين إذ هو يشفع
وينصب فيه حوضه كاشف الصدى
وذلك حوض بالروا العذب مُترع
وإن له فيه مقامًا مقربًا
ومقعد صدق نوره يتشعشع
ويسبق كل العالمين مبادرًا
لحلقة باب المنزل الرحب يقرع
فيدخل والشعث الخماص كأنما
وجوههم شمس الضحى حين تطلع
وينزله الله الوسيلة رتبةً
له ليس فيها للخلائق مطمع
وقد خلق الله الجنان معدة
لأربابها فيها ظلال ومرتع
وحور حسان ناعمات كواعب
بها كل أوّابٍ حفيظ ممتع
وقد خلق الله الجحيم لأهلها
لبأس أذاها عنهم ليس ينزع
لهم ظلل منها عليهم وتحتهم
لأمعائهم شرب الحميم يقطع
وبعد التقاضي يّبح الموت بينهم
فمستبشر زاض وآخر يجزع
وأعتقد الإيمان قولًا مسددًا
وأعمال صدق في الصحائف تودع
يزيد بفعل الخير من كل مؤمن
وينقص بالعصيان فهو ممزع
وإيماننا بضع وسبعون شعبةً
حديث صحيح النقل لا يتضعضع
وإني إذا ما قلت إني مؤمن
ولا شك عندي بالمشيئة اتبع
وليس كبير الذنب مخلد مؤمن
بنار بلى فيه النبي مشفع
ولست أرى رأي الخوارج بل إذا
رعى أمرنا والٍ أطيع وأسمع
وإن جهاد المسلمين عدوهم
لفرض وقرن الشمس في الغرب يطلع
وأمسح فوق الخفّ والمسحُ سنة
إلى مدة معلومة ثم اخلع
وللسحر تأثير ولا باس بالرقى
بأم الكتاب أو دعاء يرفع
ولست لميت المسلمين بشاهد
أيُسقى رحيقًا أم حميمًا يُجرع
بلى أرتجي للمحسنين سلامة
وأخشى على من يعتدي أو يضيّع
ولا ريب عندي في ثبوت كرامة ال
ولي ولي ولواضحي على الماء يُسرع
وبالحمد لله افتتاح صلاتنا
لما صح من نقل المحقين اتبع
ولا أر في الفجر القنوت ولا أرى
عليّ إذا أذنتُ أني أرجّع
وإن مرّ في شعبان عشرون ليلة
وتسع وغُمّ البرج بالصوم أقطع
ومذهبنا الوسطى هي العصر فاستفد
مسائل خمسًا من فروع تفرّع
ولست لمن فيها يخالف مانعًا
ولكن خلاف في الأصول ممنّع
وما شاع فيه من خلاف لمسلم
فإني لمن يُفتى به لا أبدّع
وأشهد أن الأنبياء جميعهم
ومعجزهم حقٌ وذلك يُقنع
وأن رسول الله أحمد خيرهم
وأفصحهم عند البلاغ وأبرع
على عرشه خطّ اسمه ولقد عفا
لآدم إذا أضحى به يتضرع
وكان صفي الله آدم طينة
وفيه لأقمار النبوة مطلع
وأودعت التوراة غرّ صفاته
فمن نعته الأحبار آمن تبع
وأودعت الرهبان سلمان وصفه
فكان إلى أخباره يتطلع
فأبصر برهان العلامات عنده
فأضحي بجلبات الهدى يتلفع
وقد كان حملًا والجباه منيرةٌ
به وسمت أنواره وهو مرضع
تنكّست الأصنام عند ولاده
كما نكّستها منه في الفتح إصبع
وشبّ شبابًا للنواظر ناضرًا
وفيه لسر المجد مرأىً ومسمع
لقد شرحت منه الملائك صدره
وكان له من أبرك العمر أربع
وكان ابن خمس والغمام تظله
وفي العشر نور الشرح في الصدر يلمع
وفي الخمس والعشرين سافر تاجرًا
بمال رزان للمفاوز يقطع
رأه بحيرا والغمامة فوقه
ومسيرةٌ والحرّ للوجه يسفع
وأبصرت الكبرى فتاة خويلد
ومن فوقه ظلل الغمام مرفع
إلى أن أرته الأربعون أشدّه
فأضحى بسربال الهدى يتدرّع
ولما تحلّى بالنبوة وانتهى
إلى مستوٍ عنه الملائك توزع
أتى وعلى عطفيه أفخر حلة
وتاجٌ بدرّ المكرمات مرصّع
رأى ليلة المعراج أمرًا محققًا
ومنكر هذا الأمر يخفى ويردع
وفيها قُبيل الرفع أكمل صدره
بشرح منير نشره متضوّع
به أظهر الله المهيمن دينه
فأصبح وجه الدين لا يتبرقع
وأحكامه في الأمر والنهي والشرى
وفي البيع تبقى والجبال تصدّع
ومعجزة القرآن ظلت لحسنه
وترتيله في نخلة الجن تخضع
وللقمر المنشق نصفين معجزٌ
عزيز على من رامه متمنع
ونادى فلبته بمكة دوحةٌ
تخد إليه الأرض خدًا وتسرع
ولما دنا منه سراقةُ طالبًا
على فرس كادت له الأرض تبلع
فعاذ به مستأمنًا فأجاره
وأطلقها حتى غدت تتقلع
وحنّ إليه الجذع عند فراقه
كما حنّ مسلوب القرين مفجع
وخرّ له الناب المهدّدُ ساجدًا
وأجفانه خوفًا من النحر تدمع
فأطلقه من أهله فبجاهه
نجا من اليم الذبح هذا الجلنقع
فكيف بنا إذ نحن عذنا بجاهه
من الحادث المغرى بنا فهو مرجع
وخرّ له ساني الأباعر ساجدًا
وكان شرودًا فانثنى وهو طيّع
وعاذت به ريمٌ فقّك إسارها
فمرت على الخشفين تحنو وتُرضع
ومدّ يديه والرّبى مقشعرّة
فما رام إلا والسحائب تهمع
فدام الحيا سبعًا فمدّ لكشفها
يدًا غمرت جودًا فظلت تقشّع
ودرّت له في الجدب عجفاء حائلٌ
وبكل على نزل الفحول تمنع
وقد كان من مدّ من التمر أو من الش
عير بجوع الجحفل الجم يشبع
ومن لبن في القعب أشبع كل من
حوت صُفة الإسلام والقوم جوّع
وآض أبو هرٍ وقد كان آيسًا
من الرّي وهو الشارب المتضلع
ولما اشتكوا يوم الحديبية الصدى
غدا الماء من بين الأصابع ينبع
وقد أصبح الماء الأجاج بريقه
يروي غليل الظامئين وينقع
وساحت به بئر ومقلة حيدر
شفاها فلم يرمد لها الدهر مدمع
وكلّمة الصم الصوامت مثلما
يكلمه بادي الفصاحة مصقع
وكان على شهر له الرعب ناصر
وريح الصبا للنصر هو جاء زعزع
وإن رُمت من أخلاقه ذكر بعضها
فتلك من المسك المعنبر أضوع
اتته مقالي الكنوز فردّها
وقال أجوع اليوم والغد أشبع
فصحّ له الزهد الصريح بقدرة
وعلم فمن ذا منه أغنى وأقنع
وفي الحلم ما جاز مسيئًا بفعله
ألم يعف عمن للسّمام تُجرع
وعن ساحر جزيان رام بكيده
أذاه فلم يجزه بما كان يصنع
فقال لقوم عند دركلة لهم
رؤوه ففروا آل أرفدة أرجعوا
ليعلم أعداء الهدى أن ديننا
هو الحق فيه الأمر سهل موسع
ويستنشد الأشعار مستحسنًا لها
وقد كان من حسّان للمدح يسمع
ولابن أبي سُلمى أجاز وقد دعا
على المدح للعباس نعم المشرع
وكان له حسن التواضع شيمةً
حباه به الرحمن لا يتصنع
ففي بيته قد كان يخصف نعله
وكان إذا ما انهج الثوب يرقع
ويجلس فوق الأرض لا فرش تحته
ومطعمه أيضًا على الأرض يُوضع
دعاه يهوديٌّ أجاب دعاءه
وعن دعوة الملوك لا يتمنّع
وفي الجود فاسئل عن خباء يمينه
أئمة أهل النقل يا متتبع
ألم يهب الشاء الكثيرة عدادها
لعافٍ أتاه يعتريه ويقنع
أما فضّها سبعين ألفًا بمجلس
فلم يبق منها درهم يتوقع
وفي البأس فاسأل عنه يوم هوزان
أما انهزموا وهو الكمّى السميدع
وما التقت الأقران يوم كريهة
على الطعن إلا وهو أقوى وأشجع
لهم منه يوم السلم شرع وسنة
وفي الحرب نصر والأسنة تشرع
وأمته خير القرون وخيرهم
صحابته أزكى الأنام وأورع
وخيرهم الصدّيق إذ هو منهم
إلى السبق في الإسلام والبرّ أسرع
وفي ليلة الغار افتداه بنفسه
حذارًا عليه من أراقم تلسع
وقاه من الرقش العوادي برجله
فبات يعاني السم والطرف تدمع
واتحفه بالبكر عائشة التي
براءتها في سور النور تُسمع
وكان له صهرًا وصلّى وراءه ال
نبي صلاة الصبح والصحب أجمع
وردّ فريق الردّة الزائغ الذي
لفرض زكاة المال أصبح يمنع
إلى أن أقام الدين بعد اعوجاجه
وأضحى حمى التقوى به وهو ممرع
رضينا به بعد النبي خليفة
على عقده كل الصحابة أجمعوا
ومن بعده الفاروق مظهر ديننا
بإسلامه والأمر خافٍ مبرقع
هو العدويّ العبقريّ المفهّم
المبصر والباب الحديد الممنع
خلافته صحت بعقد خليفة
على فضله حزب الصحابة مجمع
ورؤيا النبي المصطفى أنه على
قليب غزير الماء بالغرب ينزع
وتأويل هذا ما سمعت فتوحه
وعدل له بين الأنام موزع
له العلم والحكم السديد وصحة
التوكل وصف والتقى والتورّع
وعن زهده فاسأل خبيرًا ألم يقم
خطيبًا عليهم والأزار مرقّع
ومن بعده عثمان من كان في الدجى
يرتّل آيات الكتاب ويركع
يرتله في ركعة وهو الذي
له كان في رقّ المصاحف يجمع
وزوجه الهادي ابنتيه كرامةً
ولو كنّ عشرًا لم يكن بعد يمنع
وأعطاه سهمًا يوم بدر ولم يكن
وبايع عنه نائبًا حين بُويعوا
وسبّل بئرًا ماؤها ينقع الصدى
وجهّز جيشًا وهو بالعسر مدقع
وقمّصه الرحمن ثوب خلافة
بوعد النبي المصطفى ليس يخلع
ومن بعده الهادي علي بقوله
السديد إذا ما أشكل الأمر يقطع
إذا ذكر الراوون صحب محمد
يكون له فيهم خصائص أربع
إخاءٌ مع المختار وهو ابن عمه
وسبطاه والزهراء فضل منوّع
وأعطاه خير الناس أشرف رأية
وكان له بالفتح والنصر مرجع
ولو شاء أن يرقى السموات إذ له
على كتف الهادي البشير ترفع
أمام بطين في العوم وإنه
من الشك والشرك الخفي لأنزع
ومن بعدهم خير الصحابة ستة
لهم بالجنان المصطفى كان يقطع
فذكرك منهم طلحة الخير شائع
وقولك فيه طلحة الجود أشيع
ويعرف بالفياض إذ جود كفه
أعمّ من البحر الخضم وأنفع
فكم مائتي ألف على الناس فضّها
عليهم بها في الضائقات يوسّع
ويمناه شلت يوم أحد لدفعه
بها عن نبي الله لا يتزعزع
وإن الزبير الفاتك الشهم منهم
أشد رجال الحرب بأسًا وأمنع
وفارس بدر وابن عمة سيد ال
ورى والجواد المنفق المتطوّع
حواريّه وهو الذي باختياره
لرأيته العلياء في الفتح يرفع
ومنهم أمير الحرب سعد بن مالك
وأفضل من رامٍ عن القوس ينزع
وثلث أرباب الهدى ودعاؤه
إليه من الله الإجابة تسرع
وكان له خالًا وأول من رمى
بسهم له في عصبة الشرك موقع
ومنهم سعيد خصّه سيد الورى
وآخّره عذر عن الغزو يمنع
بسهمٍ وأجرٍ يوم بدر وقد غدا
كمن هو في بدر كمتىٌ مدرّع
وإن ابن عوف منهم المنفق الذي
بأنفس مال لم يزل يتبرع
ومنهم أمين الأمة الثبت عامر
فيا لفتىً فيه غناء ومقنع
وأبطال بدر فضلهم غير منكر
بأفخر ثوب في الجهاد تدرّعوا
وفي بيعة الرضوان فضل لأهلها
وتفضيل أهل البيت ما ليس يُدفع
وأزواجه في جنة الخلد عنده
بهن مع الحور الحسان يمتع
وللفضل أيضًا في معاوية أعتقد
ردافته تفضيلها لا يضيع
هو الكاتب الوحي الحليم وأخته
مع المصطفى في جنة الخلد ترتع
وكل صحابي رآه ففضله
على غيره في نيله ليس يُطمع
ولا أبتغي التفتيش في ذكر ما جرى
لأصحابه خاب الغوى المشنع
فيا طالبًا أرض الحجاز إذا انطوى
له أجرعٌ منها تعرّض أجرع
يحاول أسباب العلى في طلابه
فيوجف في البيد الركاب ويوضع
إذا بلغت سلعًا مطاياك غدوةً
ولاح لها من أرض طيبة مرتع
فذلك مأوى العلم والحلم والهدى
وفيه لمكنون الحقائق منبع
لأن به خير الأنام محمدًا
له كل الفضائل تجمع
فقل يا رسول الله أنت نصيرنا
على فتن في وقتنا تتقرع
بك السنة المثلى عرفنا وأنكرت
قلوب عليها بالغباوة يطبع
بتسليمنا فيها وعينا وفرقة ال
هوى قلّدوا فيها العقول فلم يعوا
فسل ربك الرحمن أن لا يزيلنا
عن السنة المثلى وأنت مشفع
عليك سلام الله ما أعقب الدجى
صباح وما لاحت بوارق تلمع
0 تعليقات