لِمَ أقبلْتِ في الظلامِ إليَّ؟
ولماذا طرقتِ بابيَ ليلَا؟
لاتَ حين المزار أيتها الأشباحُ،
فامضي، فما عرفتكِ قبلَا!
***
اتركيني في وحشتي، ودعيني
في مكاني بوحدتي مستقلَّا
لستُ من تقصدينَ في ذلك الوادي،
فعذرًا إن لم أقُل لكِ: أهلَا!
***
لا تُطيلي الوقوفَ تحتَ سياجي
لنْ تَرَيْ فيهِ للثَّواءِ محلَّا
ضلَّ مسراك في الظلام فعودي
واحذري فيهِ ثانيًا أن يضلَّا!
***
ذاك مأوايَ في تخوم الفيافي
طللٌ واجمٌ عليكِ أطلَّا
قد تخلَّيتُ عن زمانيَ فيهِ
وهوَ بي عن زمانِه قد تخلَّى!
***
لن تَريْ من خلالِهِ غيرَ خفَّاقِ
شعاعٍ يكادُ في الليل يَبْلَى
وخيالٍ مستغرقٍ في ذهولٍ
بات يرعى ذُباله المضمحلَّا!
***
ابرحي بهوَه الكئيبَ فما فيهِ
لعينيكِ بهجةٌ تتجلَّى
قد نَزلتِ العشيَّ فيه على قفرٍ
جفَتهُ الحياةُ ماءً وظلَّا!
***
كان هذا المكانُ روضًا نضيرًا
جَرَّ فيه الربيعُ بالأمس ذيلَا
كان فيه زهرٌ، فعاد هشيمًا
كان فيه، طيرٌ ولكن تولَّى!
***
فاسلمي من شقائه ودعيهِ
وحدَه يصحبُ السكونَ المملَّا
واطرقي غيرَ بابِه، إنَّ رَوحي
أحكمتْ دونَه رِتاجًا وقُفلَا!
***
أوُقوفًا إلى الصباح ببابي؟!
شدَّ ما جِئْتِهِ غباءً وجهلَا!
ابعدي من وراء نافذتي الآن
ورفقًا إذا انثنيتِ ومهلَا!
***
إنَّ مِن تحتِها هَزارًا صريعًا
سامهُ البردُ في العشية قتلَا
وأزاهيرَ حوله ذابلاتٍ
مزَّقتها الرِّياحُ في الليلِ شملَا
***
كان لي في حياتِها خيرُ سلوى
فدعيني بموتها أتسلَّى
فهي بُقيا صبابةٍ ودموعٍ
جثيا عندها شعاعًا وطَلَّا
***
إن عيني بها أحقُّ من الموتِ
وقلبي بها من القبرِ أولى
جُنَّ قلبي فاستضحَكَتْهُ المنايا
حيثُ أبكتنيَ الحقيقةُ عقلَا
***
لا تُطيلي الوقوفَ، أيتها الأشباحُ،
فامضي فما رأيتكِ قبلَا
أوَلم تسمعي؟ جهلتكِ من أنتِ!
فعودي فما كذبتكِ قولَا!!
0 تعليقات