خط الربيع بأقلام التباشير
رسالة كتبت بالنور والنور
حيا البقاع الحيا فاهتز هامدها
لما أتتها يد البشرى بمنشور
وانشقت الأرض عن مكنون ما خبأت
كأنما باكرتها نفخة الصور
وزينت بحلي النبت وادرعت
ملابس الفخر من وشي الأزاهير
والطل في عبقري الروض منتشر
كلؤلؤ من عقود الغيد منثور
والبان قد ماس من نفح الصبا طربا
كأن أغصانه أعطاف مخمور
والورق تهتف في الأوراق شاكرة
إحسان مبتدىء بالفضل مشكور
وقد فهمنا لهذا الفصل ترجمة
إن المهيمن يحي كل مقبور
يا طيب فصل الربيع المونق العطر الـ
ـأرجاء لو كان لا يدهى بتغيير
يبيت فينا قليلًا ثم يتركنا
كزورة الطيف وافت ربع مهجور
أو عيشنا بالحمى في حسن رونقه
ووشك بين على الأحباب مقدور
هل الركاب إلى البطحاء عائدة
يحثها كل رحب الباع شمير
تمسي وتصبح في البيداء هاجرة
طيب الكرى عند إسحار وتبكير
حتى تحل على علاتها بحمى
داني الظلال بروح الأمن معمور
فتجتلي البشر من ذات الستور به
وتجتني تمر حجر غير محجور
هناك لا حجر في تقبيلنا حجرًا
يربي على المسك في لون وتعطير
يا سيدي يا رسول الله يا أملي
في موبقات تصاريف المقادير
جمعت ما في الكرام الزهر مفترق
وزدت فضلًا عظيمًا غير محصور
فأنت سيد أهل الفضل أجمع في
أصل وفرع وتقديم وتأخير
بلغت من شرف المعراج مرتبة
توفر القرب فيها أي توفير
ويوم حشر الورى أنت الشفيع به
تنجي من النار نفس الهالك البور
والفضل بعدك لم يدركه ذو طلب
في صحبك النجب الشوش المغاوير
0 تعليقات