إليك رسول الله أشكو تخلّفي
وشدّة تقصير بقلبي مُجحف
وفقد خشوع للفوائد جالب
وأعظم من فقديه فقد تأسفي
إذا لمعت للرشد في القلب لمعةٌ
تغمدها سدفٌ الحجاب فتختفي
إلام وقد أكملت ستين حجةً
الوث على ذل النقيصة مطرفي
وحتّام أنهى النفس عن شهواتها
وتضمن لي أن لا تعود فلا تفي
وأزجرها عن غيّها وجماحها
فتخدعني منها بوعدٍ مسوّف
أغالي بها في سومها فتردني
إلى ثمنٍ بخسٍ زهيد مطفف
اغثني فقد ضاقت عليّ مذاهبي
وأنت ملاذ للمروع المخوّف
أجرني أجرني يا حمى كل عائذ
ويا ملجأ الجاني وغوث الملهّف
قصدتك يا خير البرية كلها
وأفضل مبعوث وأعدل منصف
وأكرم مقصود وأنجح شافع
وأرحم خلق الله بالمتعطف
لتسأل فيّ الله فارحم تضرعي
وذلّ خضوعي واستعار تلهفي
قصدتك علمًا أن جاهك كأنف
لجارك قصد الهاتف المتخطّف
فخذ بيدي يا عُدّتي عند شدتي
وصل وتعطف يا كريم التعطف
وكن لي في الدنيا شفيعًا فإنني
لأرجوك في الأخرى لحشري وموقفي
ألست سليل الغرّ من آل هاشم
أولى الكرم الهامي على كل معتفي
بك اكتست الآباء فوق فخارهم
فخارًا ومن يفخر بمثلك يكتف
وكنت نبيًا قبل آدم مصطفى
كريمًا لحقٌ أنت خيرٌ من اصطفى
ومنك اكتست أعطاف طيبة حلّة
من الفخر لا أهداب برد مفوّف
فقاقت جميع الأرض نورًا وبهجةً
وعرفًا به لولاك لم تتعرّف
ولولاك ما حنّت إليها على الوجى
ركائب تطوى نفنفًا بعد نفنف
ضوامر من طول السرى برّحت بها
البرى وبراها الحثّ من كل موجف
عليا رجال فارقوا خفض عيشهم
فما صدفتهم عنك زهرة زخرف
يؤمون ربعًا منك بالنور آهلًا
يرومون منك الفضل يا خير مُسعف
وأدركت الأنصار أوسٌ وخزرج
بك النصر لا بالسمهريّ المثقّف
لك المنّة العظمى عليهم إذ اهتدوا
بنورك للدين القويم المخفّف
بدت ليلة السبعين أنجم سعدهم
ببدر تمامٍ منك غير مكسّف
وحاز بك الأعيان من نقبائهم
مناقب عزٍّ نورها ليس يختفي
دعوتهم نحو الرشاد فبادروا
سراعًا لما تدعو بغير توقف
فأضحوا جميعًا قد تألف شملهم
على طاعة الرحمن خير تألف
وأمتك المرحومة الوسط التي
سمت قبل اجتازت كمال التشرف
أتيتك يا خير البرايا بمدحة
أطاعت قوافيها بغير تكلّف
عليها بهاءٌ من ثنائك باهر
شهيّ إلى قلب المحب المشغف
ولو لم تكن جاءت بمدحك سنةٌ
لقصّر عنه هيبةّ نظمُ وُصف
مدحتك أبغى الفضل منك وأجتدي
نوالك فأجبر كسر يحيى بن يوسف
فلي حرمة الإسلام والشيب والذي
أدين به من سنّة لم تحرّف
ورؤياك في الدنيا وأخراي يا لها
مني إن أنل أسبابها أتشرف
وحج إلى البيت المعظم في غنىً
وعافية وأضمم عيالي وأكنف
وتجديد تسليمي عليك مواجهًا
وتعفير خدي في الثرى المترشف
وخاتمة الأعمال بالفوز والرضا
ومن يُكف عقبي السوء فيها فقد كفى
عليك سلام الله غضًّا مجددًا
منوطًا بتسليم جديد مضعّف
لعترتك الغرّ الكرام وصحبك ال
أفاضل أهل السبق في كل موقف
وأزواجك اللاتي كملن طهارةً
وبرأهن الله من إفك مُرجف
0 تعليقات